فيما المنطقة تغلي على فوهة بركان تنديداً بقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى ​القدس​، دقّ رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ناقوس الخطر، محذراً من خطورة ما أقدمت عليه تل أبيب من انجاز البنى التحية للجدار الفاصل، الذي تنوي إقامته على ​الخط الأزرق​ بين القطاعين الغربي والشرقي المقابل للبلدات الجنوبية المواجهة للمستعمرات ال​اسرائيل​ية، في موقف يتلاقى مع ما كان عبّر عنه رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، منذ شهرين تقريباً، حيث أكد أن اسرائيل تخطّت الخطوط الحمراء الدولية.

في هذا السياق، كشف مصدر أمني ​لبنان​ي، عبر "النشرة"، أن المندوب الإسرائيلي أثار هذه المسألة خلال اللقاء العسكري الدولي-اللبناني-الإسرائيلي في الناقورة، مشيراً إلى أن بلاده عازمة على اقامة الجدار لمسافة 48 كلم، إلا أن المندوب اللبناني أصرّ، خلال اللقاء نفسه، على رفض لبنان لهذه الخطوة، لا سيما أن الجدار سيقتطع أراض لبنانية في مناطق متحفّظ عليها، فتدخّل عند ذلك القائد العام لقوات "​اليونيفل​" اللواء ​مايكل بيري​، طالباً من المندوب الاسرائيلي عدم البدء باقامة الجدار. وأشار المصدر إلى أن تل أبيب، التي تدّعي أن الجدار يهدف لمنع التسلل إلى أراضيها من الجانب اللبناني، زعمت أنه سيبتعد عن الخط الأزرق مسافة متر وربع المتر.

وأوضح المصدر نفسه أن الجرّافات الإسرائيلية عمدت منذ فترة إلى حفر خندق مقابل بلدة العديسة، سيكون ركيزة الجدار في منطقة يتحفّظ لبنان عليها، حيث قامت بتدعيمه بالباطون المسلح بالحديد وجهّزته بالبنى التحتية وبأجهزة استشعار والات تحسّس الكترونية، على أن يكون ارتفاعه ما بين 6 الى 7 أمتار، حسب طبيعة المنطقة الجغرافية، على أن يستكمل تزويده، في مراحل لاحقة، بكاميرات مراقبة وأجهزة انذار واستنفار ورصد لبث المعلومات إلى غرفة عمليات عسكرية اسرائيلية في مستعمرة مسكاف عام المقابلة.

وأشار هذا المصدر إلى أن الجدار يمتدّ من نقطة مقابل بلدة الناقورة امتداداً إلى نقطة مواجهة لبلدات علما الشعب وراميا ومارون الراس ويارون، ليتجه نحو نقطة تقابل بلدة العديسة وصولاً إلى بلدة كفركلا، وهو سيكون مقطّع الأوصال حيث ستترك فتحات فيه تسمح لاسرائيل بالإستمرار في مراقبة مناطق لبنانية مواجهة لمستعمراتها، لافتاً إلى أن تلّ أبيب كانت قد شرعت ببناء جزء من الجدار عام 2012، مقابل بوابة فاطمة الحدودية، عندما تحجّجت بعمليات تسلل إلى المستعمرات من تلك المنطقة، وهو بطول كيلومتر واحد وارتفاع 7 أمتار، وزوّدته بأجهزة مراقبة والات تحسّس ونظام الكتروني وكاميرات مراقبة زرعتها داخل الجدار، إلا أنه لم يفِ بالغرض المنشود منه، وسجلت حالات تسلل عبره إلى اسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن الجدار المزمع بناؤه سيكون الجدار العنصري الرابع، بعد الأول في ​الضفة الغربية​ والثاني في ​سيناء​ والثالث في ​الجولان​ السوري المحتل.