أكّد ممثّل "​حركة الجهاد الإسلامي​" في ​لبنان​، إحسان عطايا أنّ "الشعب ال​فلسطين​ي ليس أرقاماً أو أعداداً مهما قلّ أو كثر، بل قضية سياسية بإمتياز، وأنّ ​الشعب الفلسطيني​ في المخيمات الّذي ما زال يتحمّل مرارة اللجوء والتشريد في ظلّ حرمانه من الحقوق المدنية والإجتماعية، لن يفرّط بحقّ العودة ويرفض ​التوطين​ بكلّ أشكاله".

وشدّد عطايا، في إطلالته الأولى أمام وفد من "​منتدى الإعلاميين الفلسطينيين​ في لبنان"، على أنّ "​القدس​ عربية وستبقى إلى الأبد، وأنّ قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني ونقل ​السفارة الأميركية​ إليها، لن يغيّر في واقعها شيئاً"، مركّزاً على أنّ "نتائج القرار الأميركي على أرض الميدان جاءت معاكسة، إذ أعاد توجيه البوصلة إلى فلسطين باعتبارها قضية العرب والمسلمين المركزية بعد ضياعها في أتون الخلافات وما سُمّي بـ"الربيع العربي"، وأعاد النبض إلى الشارع العربي الغارق بهمومه ودمائه والمنحور بمشاكله الداخلية حتّى العظم"، مبيّناً أنّ "المطلوب ليس الوحدة الفصائلية، بل الوحدة الوطنية الّتي تعيد ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة برنامج وطني يقوم على المقاومة للتحرير والعودة".

وأوضح أنّ "المطلوب اليوم استمرار الإنتفاضة ودعمها بمختلف الأشكال لأنّها فرصة ذهبية لاستعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة"، مشيراً إلى "دور الإعلام المحوري في دعم هذه الإنتفاضة ورفع الصوت إلى المحافل الدولية كي تحدث فرقاً في الصورة النمطية الفلسطينية"، مؤكّداً أنّ "الإعلام والمقاومة وجهان لعملة واحدة، وقد أدّى الإعلام اللبناني دوراً كبيراً في عدوان تموز عام 2006 في الإنتصار على العدو الصهيوني، فيما المطلوب اليوم من الإعلام أن يبقي القدس في سلّم أولوياته وخاصّة الإعلام الفلسطيني نصرةً لها ودفاعاً عنها وعن كلّ المقدسات الإسلامية والمسيحية في كلّ فلسطين"، مركّزاً على أنّ "علينا أن نعمل على التصدّي لأي مخطّط أو قرار يريد تبريد الإنتفاضة الحالية أو احتواء الغضب الجماهيري دفاعاً عن القدس ورمزيتها"، محذّراً من "خطورة التلهّي بقضايا جانبية أو هامشية لحرف الإهتمام عنها"، مبيّناً أنّ "ترجمة الدعم للقضية الفلسطينية يقوم على قطع العلاقات مع أميركا وطرد السفراء وقطع العلاقات وكلّ أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني لمن يرتبط بمعاهدات سلام معه".

وعن نتائج "التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان" الّذي أجرته "لجنة ​الحوار اللبناني الفلسطيني​" بالشراكة مع إدارة ​الإحصاء المركزي​ اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والّذي أكّد أنّ العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ 174422 فرداً فقط، رأى عطايا أنّه "سلاحاً ذو حدين، قد يستخدم إيجاباً في تخفيف المعاناة ودعم وكالة "​الأونروا​" وحتّى الضغط على العدو الصهيوني من أجل العودة، وقد يستخدم سلباً من أجل فرض التوطين وشطب ​القضية الفلسطينية​".