ترأس راعي أبرشية ​بيروت​ وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ​كيرلس بسترس​، قداس عيد ​الميلاد​ في كنيسة يوحنا فم الذهب.

ولفت في عظته الى أن "الرسل رأوا في شخص يسوع تحقيق هذا الوعد الالهي، كما ورد في قول الملك جبرائيل ل​مريم العذراء​: "ها أنت تحبلين وتلدين ابنا، وتسميه يسوع. انه سيكون عظيما، وابن العلي يدعى. ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولا يكون لملكه انقضاء". غير ان تحقيق هذه النبوءة لم يتم بصورة مادية. فالمسيح لم يأت لينشئ مملكة أرضية محصورة في بقعة ضيقة من الارض. ارض ​اسرائيل​، بل ملكوتا روحيا يتخطى حدود الممالك الأرضية ويمتد امتداد الله في الكون بأسره. وعلى سؤال مريم: "كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلا"، يجيبها الملاك: "هو الروح القدس يحل عليك وقدرة العلي تظللك. لذلك فالمولود قدوس وابن العلي يدعى". يتضح من هذا الجواب ان يسوع هو قدوس لانه تكون بقدرة الروح القدس، وهو يدعى ابن العلي اي ابن الله ليس فقط لأن الله اختاره كما يختار الملوك، بل لأنه ولد من مريم العذراء من دون مباشرة رجل، فلا أب له سوى الله".

وتابع: "نرى هذا اللقب يطلق على يسوع في مختلف مراحل حياته منذ معموديته، التي يشهد فيها الآب ليسوع قائلا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وفي تجليه: "هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به، فله اسمعوا". وتسمع هذه الشهادة على فم يوحنا المعمدان: "ان الذي أرسلني لأعمد هو قال لي ان الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي يعمد بالروح القدس، فذلك ما قد عاينت، أشهد ان هذا هو ابن الله". كما ترد الشهادة عينها على فم نثنائيل "انت ابن الله،انت ملك ​إسرائيل​"، وكذلك على فم الرسل الذين بعد أن عاينوا يسوع يمشي على الماء، سجدوا قائلين: "انت حقا ابن الله"، وفي معظم الأحيان يضاف هذا اللقب الى لقب المسيح، بحيث يختصر الإيمان في العبارة التالية: "المسيح ابن الله"، فمرقص يبدأ ​إنجيل​ه بالتعريف عن يسوع بقوله: "بدء إنجيل ​يسوع المسيح​ ابن الله" وهذا ما ورد ايضا في اعتراف بطرس في قيصرية فيلبس: انت المسيح ابن الله الحي".

وقال: "ان تعبير ابن الله يصير في بعض المقاطع من العهد الجديد الابن بالمطلق، كما يقول يسوع نفسه: "لقد دفع الي أبي كل شيء، وليس أحد يعرف الإبن الا الأب، ومن يريد الإبن ان يكشف له" ويصير في إنجيل يوحنا "الإبن الوحيد" فيوحنا في مقدمة إنجيله يعود الى "البدء" الى ما قبل الأزمنة، فيرى في "الكلمة الذي كان في البدء لدى الله "الإبن الوحيد" بمعنى ان يسوع هو وحده كلمة الله التي تعبر التعبير الكامل عن الله: "والكلمة صار بشرا، وسكن بيننا مملوءا نعمة وحقا. وقد رأينا مجده، مجد ابن وحيد آب من الآب. أجل، من ملئه كلنا أخذنا ونعمة على نعمة. ذلك بأن الشريعة أعطيت على يد موسى، وأما النعمة والحق فقد جاءا على يد يسوع المسيح، الله لم يره أحد قط، الإبن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبرنا عنه". ويختم يوحنا إنجيله بقوله: "وصنع يسوع أمام التلاميذ آياب أخرى كثيرة لم تدون في هذا الكتاب. وإنما دونت هذه لتؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ابن الله ولتكون لكن، إذا آمنتم، الحياة باسمة". هذه الحياة الإلهية التي تعطى لمن يؤمن بأن يسوع هو ابن الله هي عينها التبني الإلهي، الذي هو الهدف الأخير من مجيء يسوع المسيح. فيسوع المسيح ابن الله يصير البشر أبناء الله، كما ورد في قول بولس الرسول: "لما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من إمرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، وننال التبني".

وختم بسترس: "هذا هو الطفل الإلهي الذي نعيد لميلاده كل سنة: "انه يسوع المسيح ابن الله المخلص"، الذي أتى ليجعل من كل إنسان يؤمن به ابنا لله، جاء الى بيته الخاص، وأهل بيته الخاص لم يقبلوه، أما الذين قبلوه، أولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم ان يصيروا أبناء الله، أبناء لو يولدوا من دم، ولا من رغبة جسد، ولا من إرادة رجل، بل من الله"، لذلك للتعريف عن الإنسان لا تنطلق ​المسيحية​ من كونه ولد من دم، ولا من رغبة جسد، ولا من إرادة رجل، بل من كونه ولد من الله، على هذا التبني الإلهي تقوم كرامته وفيه يكمن خلاصه".

ويتقبل التهاني بالعيد اليوم من الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساء في صالون الكنيسة في دار المطرانية.