ذكرت صحيفة "​نيويورك تايمز​" في مقال تناولت فيه الأحداث بعد إعلان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ استقالته من العاصمة السعودية، ​الرياض​، أن "المسؤولين العرب والغرب لا يزالون يعملون على جمع القطع لفك أحجية احتجاز الحريري في السعودية".

ولفتت الصحيفة الأميركية، نقلاً عن الكاتب والمحلل السياسي جوني منير، إلى أن الحريري أمضى الأمسية بعد خطابه مع ولي العهد محمد بن سلمان في الصحراء، في حين اشار دبلوماسي عربي للصحيفة الأميركية، الى انه"جرى تهديد الحريري بتهم فساد"، مشيرة إلى أنه "بعد ساعات فقط بدأت السلطات السعودية اعتقالاتها على خلفية قضايا ​الفساد​، وهي اعتقلت إثنين من الشركاء السابقين للحريري، في رسالة له لتذكيره بموقفه الضعيف".

وأشارت الصحيفة الى ان الحريري الذي كان التقى قبل أيام مستشار الرئيس الإيراني، علي اكبر ولايتي، تم استدعاؤه الى السعودية على عجل من قبل الملك سلمان بحسب ما تبلغ في نص الدعوة، مضيفة ان القلق في ​لبنان​ تصاعد بعد اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، واستند الى معلومات تقول ان السعودية هدفها من وراء إجبار الحريري على الاستقالة تفجير الوضع الأمني في لبنان بواسطة ​المخيمات الفلسطينية​، وذلك من خلال بعض حلفاء السعودية في لبنان الذين كانوا يهدفون الى تشكيل ميليشيا مناهضة ل​حزب الله​ تنطلق من المخيمات الفلسطينية، وهذه المعلومات بحسب الصحيفة الأميركية نقلها دبلوماسيون لشخصيات سياسية رفيعة في لبنان، والهدف الرئيسي للسعودية كان حرمان حزب الله من استعمال قوته في أي مكان في الخارج بعد النجاح في تطويقه في الداخل اللبناني.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين، وصفهم الساعات الفاصلة بين وصول الحريري إلى الرياض وإعلان استقالته بـ"الصندوق الأسود"، وأنهم ترددوا في الضغط على الحريري من أجل الحصول على تفاصيل منه حول ما جرى، لكن أحد هؤلاء قال إنه لدى سؤال الحريري عن الموضوع أشاح بنظره إلى الأسفل، وقال إن "الأمر كان أسوأ مما تظنون".

ومن بين المعلومات التي نقلتها الصحيفة، عما وصفته بأحد فصول حكاية ولي العهد السعودي، أن الحريري كان ممنوعاً من رؤية زوجته وأولاده، ومن التوجه إلى منزله لدى وصوله إلى الرياض، ما اضطره قبل الظهور على الشاشة وإعلان الاستقالة لأن يطلب من الحراس إحضار بدلة رسمية له، لتغيير ثيابه الرياضية التي كان يرتديها"، وكشف بعض السفراء الأجانب الذين زاروا الحريري في مكان اقامته في الرياض في تلك الفترة "عن شعورهم المتناقض حيال ما يمر به الحريري" وذكر احدهم "ان في القاعة التي تجرى بها اللقاءات مع الحريري كان هناك حارسان على الدوام وحين طلب أحد السفراء في إحدى المرات ما إذا يمكن خروج الحراس ليكون الحديث أكثر خصوصية جاوب الحريري أن لا مشكلة في بقائهما"، وكشفت الصحيفة الأميركية ان مدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، قال في إحدى المرات لأحد الذين يشككون في وضع الحريري في السعودية، "أنه يمكن أن أضع لك عسكريان وأظهرك على التلفزيون وأجبرك بهذه الطريقة ان تقول انه تكره وطنك". "ترجمة النشرة"