رأى الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​، في حديث تلفزيوني، أن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ هو شخصية العام 2017، بسبب ما حصل معه لدى خطفه وإجباره على الإستقالة في العاصمة ​السعودية​ الرياض.

واعتبر أبو فاضل أنه بعد هذه الأزمة تبين أن لبنان بحاجة إلى سعد الحريري، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة تمكن من الصمود في تلك المرحلة.

وفي حين أشار أبو فاضل إلى أن المطلوب كان إدخال لبنان في أتون حرب أهلية، رأى أن الرجل الذي أنقذ لبنان من هذه الكارثة هو الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، بالإضافة إلى التعاطف الذي حظي به الحريري من جانب رئيسي الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ و"​حزب الله​".

ورأى أبو فاضل أن خطف الحريري تم لأنه من مراكز القوة في السعودية، وكان المطلوب تجريده من صفته كرئيس حكومة لأنه مواطن سعودي أيضاً، معتبراً أن هذا من الأخطاء في ​الدولة اللبنانية​، مشيراً إلى أنه من غير المقبول أن يكون هناك مسؤولين في الدولة يملكون جنسيات أخرى.

على صعيد متصل، أشار أبو فاضل إلى أن التريث مصطلح جديد دخل إلى الحياة السياسية في لبنان، معتبراً أن البيان الصادر عن مجلس الوزراء بعد ذلك كان المخرج الذي كان يحتاج له الحريري من أجل التراجع عن الإستقالة، لافتاً إلى أنه اليوم يمكن الحديث عن الإلتزام بسياسة النأي النفس بعد تحرير الجرود اللبنانية من ​الجماعات الإرهابية​ التي كانت تتمركز فيها.

من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أن "حزب الله" لن يتدخل في الأزمة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون بسبب مرسوم "دورة عون" لأنه بين حليفين، خصوصاً أن الإنتخابات النيابية باتت على الأبواب، لكنه أشار إلى أن الحزب هو ضمنياً مع بري في هذا الموضوع، معتبراً أن الأزمة سياسية بين الجانبين وبري ينظر إلى ما بعد الأشهر المقبلة ويريد أن يحافظ على الستاتيكو القائم في البلد.

وأشار أبو فاضل إلى أن "حزب الله" يريد أن يتدخل رئيس الحكومة لحل هذه المشكلة، خصوصاً أنه يتحمل جزءاً من المسؤولية عما حصل، مؤكداً أن بري يرفض سياسة الإستفراد وهو كان الضامن لعدم خروج وزراء حزب "القوات اللبنانية" من الحكومة.

ورأى أبو فاضل أن قوى الثامن من آذار سيكون أمام جزر سياسية في المجلس النيابي المقبل، موضحاً أنه في الإستراتيجية هناك توافق داخل هذا الفريق لكن في الأمور الداخلية هناك خلفات.

ولفت أبو فاضل إلى أن بري يعتبر نفسه مستهدف من خلال مرسوم "دورة عون"، وهو يريد أن يرد على الموضوع في مرسوم الترقيات، معتبراً أن الحريري يستطيع أن يتدخل لحل الأزمة، مؤكداً أن الأمور لن تبقى متوقفة هنا بل ستمضي، خصوصاً أن رئيس الجمهورية "ورط" في زيارته الأخيرة إلى بكركي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من خلال ما قاله، لأن الراعي لم يماش عون في ما قاله عن ملف إستقالة الحريري.

وشدد أبو فاضل على أن بري لن يقبل أن يوضع في وجه ضباط الجيش اللبناني، وهو كان يريد أن يقول: "أنا هنا"، لافتاً إلى أن إقتراح القانون الذي تقدم به عون عندما كان رئيساً لتكتل "التغيير والإصلاح" لا يزال موجوداً في مجلس النواب.

وعلى صعيد متصل، أشار أبو فاضل إلى أن عون يقول أن الحريري سيبقى رئيساً للحكومة حتى اليوم الأخير من ولاية عهده، وبالتالي من حق بري أن يحصل على ضمانات بأن يبقى رئيساً لمجلس النواب أيضاً.

وأوضح أبو فاضل أن ضباط "دورة عون" تعرضوا لظلم والحصول على "الأقدمية" حق لهم، لكن وزير المالية علي حسن خليل كان ينتظرهم على "الكوع" في ملف الترقيات، معتبراً أنه اليوم يجب البحث عن حل، لافتاًة إلى أنه يجب ربط المرسومين مع بعضهما البعض.

في السياق نفسه، شدد أبو فاضل على أن الخلاف بين عون وبري لا يعني أن مؤسسات الدولة معطلة، خصوصاً أنه قبل أيام تم إقرار مراسيم النفط وقبل ذلك التعيينات وقانون الإنتخابات، مشيراً إلى أن عهد رئيس الجمهورية عهد إنجازات ولا يمكن مقارنته بعهد الرئيس السابق ميشال سليمان.

من ناحية أخرى، تمنى أبو فاضل أن يستطيع الحريري، في المرحلة المقبلة، أن يحافظ على سياسة النأي بالنفس، في ظل الأحداث اليمنية المستمرة، خصوصاً أن الرياض لم تعد تريده في حين هو لا يريد أن يخرج منها، واصفاً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ"الفيل الجالس في غرفة زجاجية الذي يدمر كيف ما اتجه"، معتبراً أن الحريري يريد أن يعمل على نفسه كي يتحول حاجة إلى الأوروبي والسعودي أيضاً، مستغرباً هذا الموقف من قبل الرياض في ظل إستمرار رئيس الحكومة على مواقفه من إيران والرئيس السوري بشار الأسد و"حزب الله".

ورأى أبو فاضل أن الحريري لم يبق "البحصة" لأن السعودية والبطريرك الماروني طلبه منه ذلك، لافتاً إلى أن اللقاء بين رئيس الحكومة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيحصل، لكنه أشار إلى أن الحريري لم يعد لديه اليوم إلا 3 حلفاء هم "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" و"اللقاء الديمقراطي".

وأشار أبو فاضل إلى أن الحريري سيدعم تحالف "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" في الشمال خلال الإنتخابات النيابية، لافتاً إلى أنه ستتم معالجة الخلافات بين الجانبين في الفترة المقبلة، داعياً إلى إنتظار ما سيحصل، مؤكداً أن "حزب الله" سيعمل على هذا الملف.