ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن انتقاد الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ للسعودية علانية مطلع الشهر الحالي بسبب دورها في صراع ​اليمن​، جاء بعد أن عرض مسؤولو ​الاستخبارات الأميركية​ عليه صوراً تُظهر حقيقة الأزمة الإنسانية الخطيرة هناك.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن البيان الصادر عن ترامب في السادس من كانون الأول الحالي، والذي كُتب بلهجة شديدة تدعو ​السعودية​ للسماح بإدخال المساعدات؛ قد فاجأ الدبلوماسيين الأجانب وشخصيات رئيسية في الإدارة الأميركية نفسها، وقالت إن البيان مثّل قطيعة واضحة للرئيس الأميركي عن الدعم غير المتردد للقيادة السعودية، ورغم ادعاء المسؤولين الأميركيين بأن رفع الحصار مؤقتاً ضروري لسكان اليمن، فإن نقاداً يشككون في حجم ما سيساهم فيه رفع الحصار في تخفيف المعاناة لدى الجوعى والمرضى.

وكشفت الصحيفة عن أن انتقاد ترامب علانية للسعودية جاء بعد محاولات دامت أسابيع خلف الكواليس لإقناع زعماء ​الرياض​ برفع الحصار كلية عن اليمن، مشيرة إلى أن الرياض لم تأبه بمطالب ​وزارة الخارجية الأميركية​، لكن انتقاد ترمب لهم جعلهم قلقين بشأن العلاقة معه، ولذلك استجابوا فوراً لطلبه.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوضع الإنساني المتأزم في اليمن هو الذي حرّك مشاعر الرئيس ترامب لأخذ موقف أكثر صرامة تجاه السعودية، وتحديداً ابتداء من يوم 6 كانون الأول، حتى صار ترامب يسأل بصفة دورية عن الوضع هناك.

وأوضحت الصحيفة أن صراع اليمن مثّل معضلة للولايات المتحدة منذ عام 2015، فبينما حرص الأميركيون على إظهار الدعم للسعوديين، فإنهم سعوا في الوقت ذاته للنأي بنفسهم عن إدارة الرياض للحرب بما يشمله ذلك من غارات عشوائية ومعاناة إنسانية، لافتة الى ان مراقبين للصراع اعتقدوا أن ترامب سيخفف الضغط الأميركي على السعودية ما أن يتولى السلطة، لكن اتضح أن إدارة ترمب تشعر بقلق شديد إزاء تزايد الضحايا المدنيين وإصابة الملايين بالكوليرا والمجاعة.