أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ هو شخصية العام 2017 على المستوى الدولي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو شخصية العام على المستوى الإقليمي، لافتاً إلى الانقلاب الذي قام به الأخير في ​السعودية​، مشيراً إلى أنّه فعل ما لم يفعله أحد من قبله سواء في الداخل السعودي أو في اليمن أو في لبنان وكلّ المنطقة.

وفي حديثين منفصلين إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "حديث الساعة" أداره الإعلامي عماد مرمل، وتلفزيون "NBN" ضمن برنامج "السياسة اليوم" أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، شدّد أبو فاضل على أنّ لبنان بلد دائمًا مفعول به وهو لم يكن يومًا فاعلاً بأحد، ولفت إلى أنّ المصالح تتحكّم به، وتحدّث عن ارتباط عضوي من السنّة في لبنان بالمملكة العربية السعودية، وارتباط عضوي من الشيعة بإيران.

واعتبر أبو فاضل أنّ الحدث الأبرز لعام 2017 على الصعيد اللبناني كان تحرير الجرود، إضافة إلى خطف الرئيس ​سعد الحريري​، كما وصفه، ونفى رداً على سؤال أن يكون لديه طموح بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة في العام 2018.

حزب الله​ لن يتدخل بين عون وبري

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المشكلة في موضوع مرسوم الأقدميات أنّ كلّ فريق يعتبر أنّ وجهة نظره هي الصحيحة والسليمة، مشيراً إلى أنّ حزب الله أبلغ رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ أنّه لن يتدخّل في هذا الصراع، لافتاً إلى أنّ حزب الله نأى بنفسه عن هذا الصراع لأنّه يعتبر أنّ الرئيس سعد الحريري هو الذي يجب أن يتدخّل كوسيط بينهما، وهو ليس مستعداً على أبواب الانتخابات أن يدخل في صراع مع أيّ من حليفيه.

ورجّح أبو فاضل، رداً على سؤال، أن لا يتمّ الاتفاق الجذري بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، مشيراً إلى أنّ هناك خلافاً واضحًا بين الرجلين ولا كيمياء بينهما، وقال ساخراً أنّ عون وبري يمكن أن يتفقا إذا ما ظهرت الفنانة هيفا وهبي عبر شاشة تلفزيون المنار، وشدّد على أنّه ليس متشائمًا كما أنّه ليس متفائلاً، ولكنّه متشائل، كما يقال.

وأوضح أبو فاضل أنّ مشكلة المرسوم لم يكن بالإمكان تفاديها، لأنّ الرئيس ميشال عون يريد هذا المرسوم، في حين أنّ الرئيس بري لا يريده، كما أنّ الرئيس الحريري كان قد وعد الرئيس بري بأنّه لن يوقّعه، ولكنّه عاد ووقّع المرسوم، متوقّعاً تصاعد الخلافات بين الرئيسين عون وبري على هذا الصعيد، لافتاً إلى أنّ الأزمات الكبرى فقط هي التي تجمعهما، كما حصل خلال أزمة اختطاف الرئيس الحريري.

الرئيس الحريري أصبح حاجة وطنية

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري أصبح اليوم حاجة وطنية، وهو لا يبيّن عن حقد أو بغض، وأشار إلى أنّ الرياض تنتظر اليوم سعد الحريري على الكوع، منتقداً استسهال السعودية بالتعاطي مع رئيس حكومة لبنان بهذا الشكل، مذكّراً بأنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان كان يسير بمخطط للاتيان بشقيق الحريري، ​بهاء الحريري​، لوراثته سياسياً.

ولفت أبو فاضل، في سياق متصل، إلى أنّ الرئيس نبيه بري قال للرئيس الحريري في السيارة من ساحة الاستقلال إلى القصر الجمهوري ما لم يقله أحد وما لم يعلمه أحد، مشيراً إلى أنّ كلام الرئيس بري كان كلاماً إيجابياً جداً وداعمًا للرئيس الحريري، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ عدّة عوامل دفعت الرئيس الحريري حتى لا يبقّ البحصة المنتظرة.

وأوضح أبو فاضل أنّ أفرقاء كثيرين لعبوا دورًا في أزمة الرئيس الحريري، بينهم الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​، مشيراً إلى أنّ الأخير لو كان شريكاً فعلياً للرئيس ميشال عون في السلطة لما تصرّف بهذا الشكل إزاء الرئيس الحريري، فهو لأنّه غير قادر على ضرب الرئيس عون اختار ضرب الرئيس الحريري.

الحريري وسياسة النأي بالنفس

من ناحية أخرى، تمنى أبو فاضل أن يستطيع الحريري، في المرحلة المقبلة، أن يحافظ على سياسة النأي بالنفس، في ظل الأحداث اليمنية المستمرة، خصوصاً أن الرياض لم تعد تريده في حين هو لا يريد أن يخرج منها، واصفاً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ"الفيل الجالس في غرفة زجاجية الذي يدمر كيفما اتجه".

واعتبر أبو فاضل، رداً على سؤال، أن الحريري يريد أن يعمل على نفسه كي يتحول حاجة إلى الأوروبي والسعودي أيضاً، مستغرباً هذا الموقف من قبل الرياض في ظل استمرار رئيس الحكومة على مواقفه من إيران والرئيس السوري ​بشار الأسد​ و"حزب الله".

ورأى أبو فاضل أن الحريري لم يبق "البحصة" لأن السعودية والبطريرك الماروني طلبه منه ذلك، لافتاً إلى أن اللقاء بين رئيس الحكومة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيحصل، لكنه أشار إلى أن الحريري لم يعد لديه اليوم إلا 3 حلفاء هم "​التيار الوطني الحر​" و"​حركة أمل​" و"​اللقاء الديمقراطي​".

الرئيس عون عماد الوطن

وأشار أبو فاضل، رداً على سؤال، إلى أنّ النائب السابق ​فارس سعيد​ خارج اللعبة كلياً، وهو أمين عام ​14 آذار​ التي لا يوجد فيها أحد، وهو من أخذ ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ إلى السعودية، ليصرّح بأنّ أسباب الاستقالة صحيحة وأنّه مقتنع بها.

وجدّد أبو فاضل رفضه وصف رئيس الجمهورية ميشال عون بأنّه "بيّ الكل"، نظراً لعدم موافقة جميع الفرقاء على هذا اللقب، مشدّداً على أنّ الرئيس عون هو عماد الوطن، لافتاً إلى أنّ من أسموه هذه التسمية أحرار، ولكن هناك أفرقاء وزعماء قد لا يقبلون بهذا التوصيف، متسائلاً عمّا إذا كان الرئيس بري مثلاً يعتبر الرئيس عون بمثابة والده.

المطلوب كان إدخال لبنان في أتون حرب أهلية

واعتبر أبو فاضل أنه بعد الأزمة التي تعرّض لها الرئيس الحريري تبين أن لبنان بحاجة إلى سعد الحريري، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة تمكن من الصمود في تلك المرحلة.

وفي حين أشار أبو فاضل إلى أن المطلوب كان إدخال لبنان في أتون حرب أهلية، رأى أن الرجل الذي أنقذ لبنان من هذه الكارثة هو الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، بالإضافة إلى التعاطف الذي حظي به الحريري من جانب رئيسي الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ و"​حزب الله​".

ورأى أبو فاضل أن خطف الحريري تم لأنه من مراكز القوة في السعودية، وكان المطلوب تجريده من صفته كرئيس حكومة لأنه مواطن سعودي أيضاً، معتبراً أن هذا من الأخطاء في ​الدولة اللبنانية​، مشيراً إلى أنه من غير المقبول أن يكون هناك مسؤولون في الدولة يملكون جنسيات أخرى.

عهد الرئيس عون عهد إنجازات

وعلى صعيد متصل، أشار أبو فاضل إلى أن عون يقول إنّ الحريري سيبقى رئيساً للحكومة حتى اليوم الأخير من ولاية عهده، وبالتالي من حق بري أن يحصل على ضمانات بأن يبقى رئيساً لمجلس النواب أيضاً.

وأوضح أبو فاضل أن ضباط "دورة عون" تعرضوا لظلم والحصول على "الأقدمية" حق لهم، لكن وزير المالية ​علي حسن خليل​ كان ينتظرهم على "الكوع" في ملف الترقيات، معتبراً أنه اليوم يجب البحث عن حل، لافتاً إلى أنه يجب ربط المرسومين مع بعضهما البعض.

في السياق نفسه، شدد أبو فاضل على أن الخلاف بين عون وبري لا يعني أن مؤسسات الدولة معطلة، خصوصاً أنه قبل أيام تم إقرار مراسيم النفط وقبل ذلك التعيينات وقانون الانتخابات، مشيراً إلى أن عهد رئيس الجمهورية عهد إنجازات ولا يمكن مقارنته بعهد الرئيس السابق ميشال سليمان.

"أوعا خيّك" طارت

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية ​جبران باسيل​ أصبح من الرؤوس المارونية البارزة في البلد وكذلك الدكتور سمير جعجع وكذلك الوزير ​سليمان فرنجية​، وهذا الأمر أدّى إلى تصدّع على صعيد التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

وشدّد أبو فاضل على أنّ النيّات التي أفرزت إعلان النوايا موجودة عند عرّابيه، أي النائب إبراهيم كنعان والوزير ​ملحم رياشي​، لكنّها غير موجودة عند الوزير باسيل والدكتور جعجع، وأكد رداً على سؤال آخر أنّ معادلة "أوعا خيّك" طارت عمليًا، ولم يبق منها إلا الفنان الكبير زين العمر الذي قام بغنائها.

عمل أمني يتمّ التحضير له؟

وفيما أشاد أبو فاضل، من جهة ثانية، بالأجهزة الأمنية والدور الذي تقوم به من الجيش اللبناني إلى الأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، لفت إلى برقيات وصلت إلى الأجهزة الأمنية من الداخل والخارج تحذّر من عمل أمني يتمّ التحضير له في قلب بيروت بين كنيسة وجامع، ولذلك فإنّ كلّ الأجهزة الأمنية مستنفرة اليوم على الأرض.

وأكد أبو فاضل أنّه ما زال يؤمن بالثلاثية التي لا يعتبر ذهبية فقط وإنما ماسية أيضاً وهي القائمة على الجيش والشعب والمقاومة، مشدّداً على أنّ هذه الثلاثية هي التي تحمي لبنان، لافتاً إلى أنّه ينحني أمام دماء الشهداء والجرحى التي سالت في سبيل تحرير الجرود خلال العام 2017.

واعتبر أبو فاضل أنّ الإنجاز الكبير الذي حققته المقاومة في الجرود وفي البقاع الشمالي يسجّل للمقاومة، وكذلك للجيش، معتبراً أنّ ما حصل وضع حداً للارهاب، الذي لم نر شيئاً منه في الداخل اللبناني في العام 2017، وأكد أنّ من انتقدوا دور حزب الله في هذه المعارك لم يكونوا محقين أبداً.

إصدار مراسيم النفط إيجابي

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ إصدار مراسيم النفط شكّل مؤشّراً إيجابيًا، مؤكداً أنّ الشعب لن يقبل أن تضيع الثروة النفطية في مزاريب الفساد، وأشار إلى أنّ الرؤساء الثلاثة حريصون على ذلك، كما أنّ الوزير جبران باسيل لعب دورًا أساسيًا على هذا الصعيد.

وأثنى أبو فاضل على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي وصفه بالضمانة الاقتصادية في البلاد، كما أشاد أيضًا بوزير المال علي حسن خليل وسائر الشخصيات الاقتصادية في البلد.

قانون "اللهم نفسي"

ورداً على سؤال آخر، اعتبر أبو فاضل أنّ قانون الانتخاب جيّد ولكنّه لا يزال يحتاج لبعض الإصلاحات، ولا سيما في ما يتعلق بالبطاقة الممغنطة.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الانتخابات المقبلة ستفرز أكثرية واضحة لتحالف قوى السلطة، مشيراً إلى أنّ التحالفات لا تزال حتى الآن غير واضحة، معتبراً أنّ القانون الحالي اسمه "اللهم نفسي"، خصوصًا بالنظر إلى الصوت التفضيلي.

من سيفوز ومن سيخسر؟

ورأى أبو فاضل أنّ قانون الانتخاب سيؤدي لانهاء دور العديد من الشخصيات، لافتاً إلى أنّه لا يرى مثلاً دوراً للنائب ​دوري شمعون​، مشيراً إلى أنّ هناك خطورة أيضاً بالنسبة للنائب بطرس حرب، وكذلك للرئيس ​فؤاد السنيورة​، مع اعترافه بأنّ الأخير محنّك وإن كان من معارضيه.

وجزم أبو فاضل في المقابل أنّ الوزير جبران باسيل سيفوز في الانتخابات، وكذلك الوزير ​عبد الرحيم مراد​، والسيدة ​ميريام سكاف​، والنائب ​ميشال المر​، والنائب ​سامي الجميل​، والنائب السابق ​أسامة سعد​، واللواء أشرف ريفي، لافتاً في المقابل إلى أنّ القيادي إدي أبي اللمع لن يفوز كونه لا يتمتع بكاريزما، وكذلك النائب السابق فارس سعيد، مع تركه هامشًا في ذلك باعتبار أنّ الأمور تبقى مرهونة بالتحالفات النهائية.

وأشار أبو فاضل إلى أن الرئيس سعد الحريري سيدعم تحالف "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" في الشمال خلال الانتخابات النيابية، لافتاً إلى أنه ستتم معالجة الخلافات بين الجانبين في الفترة المقبلة، داعياً إلى انتظار ما سيحصل، مؤكداً أن "حزب الله" سيعمل على هذا الملف.

ملف النازحين يجب أن يكون بيد الرئيس

وجدّد أبو فاضل انتقاد التقصير الرسمي في التعاطي مع ملفّ ​النازحين السوريين​، كما انتقد أيضاً أداء وزير الدولة لشؤون النازحين ​معين المرعبي​، والذي أخفق بشكلٍ كبير ولم يكن أبدًا كما يجب أن يكون.

وشدّد أبو فاضل على أنّ هذا الملف يجب أن يكون بيد رئيس الجمهورية مباشرةً، منتقدًا في سياق متصل تعداد ​اللاجئين الفلسطينيين​، مشيراً إلى أنّه لا يصدّق الأرقام التي تمّ الإعلان عنها، مستغرباً التناقص الكبير الذي حصل في أعدادهم وفقاً للتعداد الأخير، معلناً أنّه مستعدّ لتعدادهم على المستوى الشخصي.