اشار البطريرك الماروني مار ​بشارة الراعي​ الى أنّ المسؤولية تقع بحدّ كبير على المسؤولين المدنيّين، بحيث يؤمّنون الحاجات الأساسيّة للعائلات من عمل وسكن وتطبيب وضمان وتعليم، فتعيش العائلة في سلام اجتماعي، بعيدًا عن التوترات المعيشية التي تسمّم أجواءها. ومطلوب من المسؤولين المدنيّين أيضًا المحافظة على الأخلاق العامّة، واستئصال الفساد من مؤسسات الدولة وإداراتها، ووضع حدّ لسرقة المال العام وممارسة الرشوة. ومطلوب من الجماعة السياسيّة إعطاء المَثَل في أخلاقيّة التخاطب ومقاربة القضايا المتنازع عليها، وفي التفاني لتأمين الخير العام، والتصرّف بروح المسؤولية وانضباطها وجدّيتها.

اضاف في عظة الاحد من ​بكركي​، "فيما نحن نختتم السنة 2017، نشكر الله على كلّ ما أفاض من خيرات ونعم، على كلّ واحد وواحدة منّا، وعلى جميع الناس، وعلى وطننا والعالم. ونستغفره عن كلّ الخطايا والشرور التي اقترفناها واقترفها غيرنا. ونلتمس النعمة وأنوار روحه القدوس كي نبدأ العام الجديد 2018 غدًا، فيكون لمجد الله وخير كلّ إنسان. ونرجو أن يكون عام استقرار في وطننا وسلام في منطقتنا، بحيث تتوقّف الحروب، وتُحلّ النزاعات بالطرق السياسيّة والديبلوماسيّة؛ وتجد المدينة المقدسة، ​القدس​، حلًّا سلاميًّا لصالح الديانات التوحيدية الثلاث وللقضيّة الفلسطينية؛ ويتوطّد السلام العادل والشامل والدائم، ويعود جميع النازحين و​اللاجئين​ والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم، فيحافظوا على ثقافاتهم وتاريخهم وحقوقهم".

وتابع قائلا: "كم آلمتنا المجزرة الوحشيّة الّتي ارتُكبت في كنيسة مار مينا لإخواننا ​الأقباط​ الأورثوذكس في حلوان، جنوبي ​القاهرة​ أمس الأوّل، وأوقعت تسعة قتلى، فيما كانوا يستعدّون للإحتفال ب​عيد الميلاد​ بحسب التّقويم القبطي. إنّنا، إذ نعبّر عن إدانتنا الشّديدة لهذه الجريمة النّكراء ولمن وراءها، نلتمس الرّاحة الأبديّة لشهداء الإيمان هؤلاء، ونعزّي أهاليهم وعائلاتهم. ونُعرب عن تعازينا الحارّة لقداسة ​الأنبا تواضروس​ بطريرك الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وبابا الإسكندريّة والكرازة المرقسيّة، وعن تضامننا الرّوحي معه ومع جميع إخواننا الأقباط الأرثوذكس ومع كلّ محبّي السّلام والعيش المشترك في مصر العزيزة، وعلى رأسهم الرّئيس عبد الفتّاح السّيسي. وفي الوقت عينه نُصرّ على بقائنا في أرضنا لنشر إنجيل المحبّة والأخوّة والسّلام".