أكد الدكتور ​جيلبير المجبر​ أنه "نه أها قد بدأ العام الحالي بعدما جمدت ملفات العمل قليلاً لحين انتهاء فترة الأعياد، لنكون بعدها أمام حالة جديدة من المراوغة السياسية والأخذ والرد، حيث أن ثقل الملفات يرخي بظلاله على الجو العام ككل".

واشار المجبر الى أن "الأهم من كل هذا يبقى أن يعي الشعب اللبناني ان الفرصة لإنتاج واقع سياسي جديد متاحة عند موعد الاستحقاق النيابي الذي ستحاول الجوانب السياسية تأجيله لضمان حالة من التجديد التلقائي لها ومحاولة تشتيت أفكار الناس وقناعاتهم، لكن وفي نهاية المطاف سيأتي ها اليوم"، معتبراً أن "المطلوب ان يكون اللبنانيون ولو بالحد الأدنى جاهزين، لهذا الاستحقاق، بهدف ايصال بعض الوجوه الضامنة حقاً لمستقبلهم في العيش الآمن، والساعية من أجل تمرير المشاريع التنموية التي تخدم واقعهم، بعيداً عن مبدأ الاستنسابية و"كِش ملك" المُتّبعة من الطقم السياسي الحالي".

كما شدد على أنه "على الشعب ان يدرك أن ما قد تقوم بتنفيذه الطبقة السياسية من مشاريع جزئية في الاسابيع والاشهر القليلة القادمة ليست سوى حقوقاً لهم عليها، واليوم يجري مساومة الناس بها لإعادة انتخابهم، وكأن الناس ستنسى سنوات من الظلم الاقتصادي والاجتماعي، والإهمال المتراكم والسرقات "على مد عينك والنظر" وغيرها وغيرها".

وتوجه الى الشعب اللبناني بالقول "كونوا أيها الشعب الجبار أمام قوة اتحادية تقيكم نيران سلطة سياسية لم تعبأ يوماً لامنكم الاجتماعي ولم تهتم يوماً لظروفكم السيئة، وثقوا أيها ​الشباب​ انكم تستحقون وطناً على وسعِ أحلامكم وأنكم لستم مجرد أعداد في صناديق انتخابية، انتم مستقبل هذا الوطن وثروته"، مشدداً "تذكروا أنه قد بدأ العام الحالي مع البدء بتطبيق ​الضرائب​ ​الجديدة​ التي ارتفعت 1%، وخذوا من كل هذا عبرة لغدٍ قد يزداد سوء إن لم تحققوا النضال المطلوب".

وفي سياق آخر، لفت المجبر إلى انه "بدأت فعلياً المعركة الانتخابية في القضاء المستحدث جبيل-كسروان، هذا القضاء الذي يُعتبر مملكة للساسة، يتنافسون عليه لضمان التأكيد على متانة شعبيتهم، كما ولإبقاء المنطقة خاضعة لحكم مرجعيتهم، وهم الذين لطالما أهملوا هذا القضاء بقراه وبلداته وناسه وشبابه، حتى أصبح الإنماء عنه بعيداً، وحتى اضطر شبابه لضرورة البحث عن مستقبلهم خارج منطقتهم، ففرغ القضاء من اهله وبقي ساحة مستباحة لمعارك الساسة الذين لم يستحوا من التسابق ولو على كرامات الناس".

وأشار إلى أنه "تباهى من يعتبر نفسه ممثلاً شرعياً للناس هناك، بزينة ميلادية وخطاباً فولوكلورياً، فيما نسي هذا وذاك عشرات العائلات التي تقبع في الظلمة نتاج وضعها الاقتصادي والاجتماعي الأكثر من سيء، نسي هؤلاء شباباً قد سئم سماع نفس السيناريو والكلمات وكأنها أغنية تُعاد عند كل استحقاقٍ إنتخابي، نسي هؤلاء بنى تحتية مهترأة يقع إصلاحها على عاتقهم لا على الدولة وحدها لانهم لم يرفعوا حتى الصوت في وجه الإهمال، بل دائماً ما اتحفونا ان جبيل احلى وأن كسرروان عاصمة المسيحيين الأولى ومنارة الشرق، فيما الحقيقة ان جبيل وكسروان يستغيثان كي يأتي من يُنقظهم مما هم به لواقعون".

وأفاد المجبر أن "هناك قرى في جبيل وكسروان تعيش تحت ظروف مأساوية، فهي لا تعرف الراحة لا في حرّ الصيف ولا برودة الشتاء، حيث الإهمال يضرب حدود السماء، فيما لا نسمع إلا عن انجازات هي في الحقيقة ليست سوى حبراً على ورق الساسة ، فاقدي أدنى معايير الصدق واحترام شعبهم، معتقدين أننا لا زلنا نعيش ربما في العصر الحجري، حيث ستبقى أفعالهم مغطاة بكلامهم المعسول"، مؤكداً أن "قضاء جبيل-كسروان ليست قلعة سهلة الانكسار والدخول، الناس اليوم قررت أن تُحاسب، ان تقول لقد شبعنا وعوداً ونحن من يُقرر مصير منطقتنا، لا خطاباتكم الكاذبة ولا عنترياتكم المزيفة، فالوقت اليوم لاسترجاع الحقوق وليس للمزيد من المناورات، على حساب تهميش المنطقة أكثر".