لم تنجز القوى السياسية أي تحالف إنتخابي حتى الساعة. سيكون شهر كانون الثاني الجاري مساحة كافية لإظهار التموضعات، وسط مشهد سياسي ضبابي لم يسبق أن عرفه ​لبنان​ منذ زمن بعيد. بإستثناء التحالف الثنائي بين حركة "أمل" و"​حزب الله​"، والتقارب بين التيار "الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، لا يمكن التكهن بأي سيناريو انتخابي آخر. كل القوى تجمع على خلط الاوراق بحسب الدوائر لا التموضعات السياسية الشائكة: التيار "الوطني الحر" حليف فريقين لن يجتمعا بلائحة واحدة، "حزب الله" و "المستقبل".

سيكون الحزب داعماً للوائح حلفائه التقليديين الذين يخوضون معارك انتخابية ضد لائحة "المستقبل" التي تضم "العونيين".

حزب "القوات" ينافس "البرتقاليين"، لكن لا قدرة له على جمع أخصامهم في لوائح موحّدة معه، كحال "​المردة​" في الشمال.

الأمثلة تتعدد على مساحة ​الدوائر الانتخابية​، ما يعني أن السيناريوهات معقّدة. لكن معلومات متداولة ترسم مشهداً مركّباً: دائرة زحلة وهي من أبرز الدوائر المعقدة، ستشهد تأليف أكثر من أربعة لوائح: لائحة تجمع التيارين "الأزرق" و "البرتقالي" غير مكتملة ، وأخرى تضم "الثنائي الشيعي" مع إحدى القوى المسيحية لترشيح ثلاثة فقط من أصل سبعة مرشحين، من دون مرشحين ينافسون اللائحة الأولى.

حزب "القوات" يتجه لتأليف لائحة شبه مكتملة تضم سنياً ومسيحيين، لم يحسم "​الكتائب​" موقفه بالانضمام اليها بعد. أما "​الكتلة الشعبية​" فخياراتها مفتوحة. فيما يسعى الوزير السابق ​أشرف ريفي​ لتأليف لائحة بما تيسّر له من مرشحين.

دائرة جزين-صيدا، وهي من الدوائر المعقّدة أيضاً، بسبب تداخل التحالفات. سيخوض "البرتقاليون" و"الزرق" المعركة معاً، مقابل حلف يجمع النائب السابق ​أسامة سعد​ والمرشح إبراهيم عازار اللذين يحظيان بدعم شيعي. ما يعني إفتراق مصلحة "حزب الله" عن حسابات "العونيين"، ومصلحة حركة "أمل" عن حسابات "المستقبل".

دائرة الشوف وعاليه، هنا يسعى الحزب "التقدمي الاشتراكي" لتأليف لائحة جامعة، لكن "البرتقاليين" يستبعدون أمر التحالف مع "القوات" ويطمحون لتشكيل لائحة تجمع "الاشتراكيين" مع " المستقبل". هنا يبدو الوزير السابق وئام وهّاب مستَبعداً في حسابات هذا الحلف. ما يطرح علامات استفهام حول تأليف لائحة أخرى او أكثر تضم "القوات" و المتضررين من الحلف الأول بمن فيهم حلفاء "الوطني الحر" التقليديين.

دوائر الشمال، يبدو الحلف البرتقالي-الأزرق جاهزاً، لكن ستنافسه تحالفات أساسها "المردة" ورئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ والوزير السابق ​فيصل كرامي​ والقوميون والنائب السابق جهاد الصمد وكمال الخير وآخرون، قادرون على إيصال عدد كبير من النواب في كل الدوائر. عدا عن قدرة حزب "القوات" على فرض نفسه في عدد من الدوائر الشمالية. هنا أيضأ، سيكون حلفاء "حزب الله" في موضع التنافس بين تقليديين وبرتقاليين. الأمر نفسه ينسحب على بيروت، التي تترقب بت توجهات "المستقبل".

المشهد المعقّد سيكون على طاولة التشريح بدءا من الاسبوع المقبل، بعد عيد الميلاد الأرمني، لأن القوى الارمنية معنية بتحديد خياراتها، حيث تبدو في وضع محرج نتيجة اختلاط التحالفات في العاصمة وزحلة، ومرتاحة فقط في ​المتن الشمالي​.