أفادت صحيفة "​الفايننشال تايمز​" البريطانية مقالا تحت عنوان "ستكون ​طهران​ حكيمة إذا استمعت إلى المحتجين"، أشارت فيه إلى أن "الاحباط الشعبي المطرد قد تغذى من آمال وتوقعات لم تلبى. فالتقارب المؤقت مع الغرب من جانب الرئيس الوسطي الذي أعيد انتخابه، ​حسن روحاني​، حمل وعدا بالانفتاح بعد توقيع الاتفاق على تجميد جزء من النشاطات النووية ال​إيران​ية مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران".

ورأت أنه "أحيا الآمال بين الإيرانيين لإعادة الاتصال مع العالم والدخول في الأسواق العالمية وأثار شهية الإيرانيين لمزيد من التغيير، لكنه فشل في الوقت نفسه في تحقيق مثل هذه الآمال"، مشيرةً إلى أن "التضخم في إيران قد انخفض وعاد الاقتصاد إلى النمو بعد سنوات من الركود، واستؤنف بيع النفط الخام الإيراني في الأسواق العالمية ثانية، بيد أن تدفق الاستثمارات و ما يجلبه من توفير أعمال ووظائف ظل في وضع حرج بفعل فرض ​واشنطن​ عقوبات غير نووية جديدة والشكوك بشأن مدى التزامها ب​الاتفاق النووي​ الموقع مع إيران".

ولفتت إلى أن "البنوك والمستثمرين ظلوا خائفين أيضا من مدى هيمنة مؤسسات وكيانات حكومية أمثال ​الحرس الثوري​ على الاقتصاد في إيران وتغلغلها فيه" ورأت أن "روحاني ظل معلقا بين الصقور في النظام الإيراني وصقور الإدارة الأميركية في واشنطن، حيث لا يخفي الرئيس الأميركي، ​دونالد ترامب​، عداءه لإيران، وقد عبر عن دعمه للمحتجين في تغريدة كتبها، كما عبر مسؤولون إسرائيليون أيضا عن دعهم لحركة الاحتجاجات، الأمر الذي تصفه الافتتاحية بأنه خطوة غير حكيمة توفر ذريعة للتيار المتشدد في إيران لقمع حركة الاحتجاجات بحجة التدخل الخارجي كما تقوض جهود روحاني الإصلاحية".

وأضافت الصحيفة "على ​الاتحاد الأوروبي​ أن لا ينساق وراء هذا العداء الأميركي في الضغط على النظام أكثر، كما يريد العديدون في واشنطن أن يفعلوا. فهذا ليس الجواب المناسب، بنظر الصحيفة، التي ترى أن من الحكمة البقاء على اتصال مع إيران وتشجيع التغيير التدريجي فيها".