أكدت مصادر أمنية مطلعة لـ"اللـواء" أنّ الإسلامي المتشدّد المطلوب بلال ضرار بدر "أبو مالك"، قد وصل إلى منطقة إدلب في ​سوريا​.

واختار له والده إسم بلال، تيمّناً بالإستشهادي بلال فحص، بعد تنفيذ عمليته البطولية ضد دورية لقوّات الإحتلال الإسرائيلي في منطقة ​الزهراني​ بتاريخ (16 حزيران 1984).

وحملت أخبار بداية العام مغادرة بدر لمخيّم ​عين الحلوة​، قبل أيام عدّة من نهاية العام، بعدما كان أحد أبرز المطلوبين في المخيّم، حيث يتزامن إسمه مع كل إشكال أو اشتباك او اغتيال يحصل في المخيّم، خاصة في السنوات الأخيرة.

وآخر المعارك التي خاضها بدر كانت بتاريخ (7 نيسان 2017) في منطقة "حي ​الطيري​" في ​الشارع الفوقاني​ من المخيّم، لحظة وصول "القوّة الفلسطينية المشتركة" إلى المدخل الفوقاني لسوق الخضار، حيث أطلق عناصره النار باتجاهها، ما أدّى إلى استشهاد موسى الخربطلي، علماً بأنّه جاره.

وتلت ذلك إشكالات مسلّحة مع "القوّة المشتركة" و"قوّات ​الأمن الوطني الفلسطيني​" استمرت حتى (12 منه)، أسفرت عن سقوط 9 ضحايا و43 جريحاً، وتدمير أحياء: الطيري، الصفصاف، الصحون، رأس الأحمر، وقسم كبير من سوق الخضار والشارع الفوقاني وتهجير أهله.

هذا قبل أنْ يقوم أحد أبرز معاونيه بلال العرقوب بالإعتداء على "القوّة المشتركة" المتمركزة في "قاعة الشهيد سعيد اليوسف" (الخميس 17 آب)، ما أدّى إلى استشهاد الضابط في القوّة المقدّم عبد المنعم الحسنات "أبو علي طلال"، حيث استمرّت الاشتباكات حتى (24 منه)، مسفرة عن سقوط 6 ضحايا و50 جريحاً وأضرار جسيمة، بعد دمار أكثر من 500 منزل.

وذُكِر أنّ بدر غادر مع أحد معاونيه ويُدعى حسن عزب (أبو نوح)، المعروف بإسم "فولز".

وكان ​الجيش اللبناني​ قد تأكد من مغادرة "أبو مالك"، بعدما أوقف زوجته براء غالب حجير (مواليد العام 1994) مساء أمس الأول عند حاجزه في محلة ​النبعة​، المخصّص للمشاة على المدخل الشرقي للمخيّم، للتأكد من هويتها، كونها منقّبة في ظل الإجراءات الأمنية التي يتّخذها الجيش للحد من فرار المطلوبين من المخيّم، بعدما ثبت أنّ بعضهم قد خرج بزي نساء منقّبات، وذلك قبل نقلها إلى "ثكنة الشهيد محمد زغيب" في صيدا، حيث جرى التحقيق معها لبعض الوقت، وسؤالها عن مغادرة زوجها، فأكدت أنّه غادر المخيّم قبل حوالى الأسبوع، دون أنْ تعرف مَنْ رافقه في مغادرته.

وأثناء وجود براء في ثكنة الجيش سُجّل انتشار مسلّح من قِبل مناصري بدر والمجموعات الإسلامية المتشدّدة المسلّحة، أعقبه اجتماع في "مسجد النور" في المخيم، لتنفيس الإحتقان.

وليلاً اصطحب غالب حجير إبنته براء بعد انتهاء التحقيقات معها في ثكنة الجيش.

وأبلغ شهود عيان "اللـواء" بأنّ براء كانت تُقيم منذ مدّة لدى والدها في مشاريع الهبة - الفوار - ​المية ومية​، أو تتنقّل لدى عمّاتها الثلاث داخل مخيّم عين الحلوة.

وعلى الأثر، وجّه بدر بياناً، أعلن فيه عن مغادرته مخيّم عين الحلوة إلى سوريا.

وقال: "بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. من أرض الجهاد والعزّة، من عرين الأسود بلاد الشام التي ما هاجرنا إليها إلا لنصرة دين الله ورفع راية التوحيد ونصرة المسلمين المستضعفين المظلومين المقهورين..

إلى إخواني وأحبابي أصحاب مواقف العزّة والنصرة، أشكر لكم هبّتكم لنصرة أختكم التي هي عرضكم، فوالله ما عهدناكم إلا أغيَر الناس على دينكم وعرضكم.

فهنيئاً لي بإخوة أمثالكم. جمعني الله بكم على طاعته في الدنيا، وفي الفردوس الأعلى في الآخرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "المؤمن مرآة المؤمن، المؤمن أخو المؤمن حيث لقيه يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".

أخوكم المحب لكم في الله ​بلال بدر​ – أبو مالك".

وتردّد سابقاً أنّ بدر غادر المخيّم، لكنه ظهر بعد ذلك في أكثر من مكان، بعد سيطرة حركة "فتح" على منزله الجديد في "بستان الطيّار" ومنزله القديم في "حي الطيري".

وسبق بدر بالمغادرة، عدد بارز من المطلوبين في مقدّمتهم الإرهابي شادي مجدي المولوي، المصري فادي إبراهيم ​أحمد علي​ أحمد المعروف بـ"أبو خطاب المصري" اللذان وصلا إلى إدلب، نجلا إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ الموقوف ​أحمد الأسير​ الحسيني، محمد هلال وعمر وشقيقه أمجد وربيع محمود نقوزي، وعدد من مناصريه، فضلاً عن توقيف الجيش اللبناني ​عماد ياسين​ ياسين، و​الأمن العام اللبناني​ خالد محمد مسعد المعروف بـ "السيد"، والجندي الفار من الجيش اللبناني ​محمد محمود​ عنتر.

كما أقدم عدد من المطلوبين على تسليم أنفسهم في طليعتهم أحد مناصري الأسير وليد أحمد البلبيسي (مرافق الفنان المعتزل ​فضل شاكر​) واستدرج ساري حجير (أحد معاوني بدر).

وبذلك يكون المخيّم قد شطب من لائحة الأسماء المطلوبة لدى ​الدولة اللبنانية​ عدداً كبيراً من المطلوبين، ما يؤدي إلى إراحة الأوضاع داخل المخيّم ومع الجوار.