أكَّدَت مصادر مطَّلعة أَنَّ مُخالفات وزير الإِعلام ملحم الرِّياشي بلغَت ذروتها في نهاية العام الماضي، وفي شكلٍ لم تشهد أقبية الوزارة له مثيلاً منذ سنواتٍ طويلةٍ.

فالوزير "الحشُّور" أَبى إِلاَّ أَنْ يتدخَّل في توزيع مُكافآت آخر السَّنة (البونوس) على الموظَّفين في شكلٍ عادلٍ، قاطعًا الطَّريق أمام "التَّقارير المُنصِفَة والمحقَّة" الَّتي يرفعُها شفهيًّا بعضُ المسؤولين في الوزارة، ومِن ثَمَّ يغسِلون أيديهم بعد انكشافِ الوضع، ويبدأ عندها تقاذُف الاتِّهامات والاتِّهامات المُتبادَلَة... وقَد كلَّف كلود عاد، المُوظَّف في مكتبه، الإشرافَ على احتساب الشَّهر الإضافيِّ للموظّفين العاملين في الوزارة.

ولقد أَعاق الوزير بذلك توزيع المُكافآت على المَحظوظين، والفُتات على المغضوب عليهم، المُفترين، حارمي أَصحاب البُطون النَّهِمة مِن شَهوة "المالِ الرَّسميِّ النَّظيف"، ومُعدِّي التَّقارير الإِداريَّة الباطلة...

والوزير "مُتَطاوِل على المالِ العامّ"، ينفقه مع المفترين، المُجبَرين على العمل في أحلك الظُّروف وأَصعبها. حتَّى ولو وضع هؤلاء دمهم على كفِّهم في حرب تمُّوز وفي غير تمُّوز، مِن أَين لمعالي الوزير الحقّ في "تكريم" هؤلاء أَيَّام الليالي الوطنيَّة المِلاح؟

كيف له الحقَّ أَنْ يَسهر مع هؤلاء؟ ويَتعاطف معهم؟ ومن سمح له أن يقول لهم: "أنا معكم حتَّى إحقاق الحقّ وتثبيتكم...؟".

أليس من الأجدى أَنْ تُوزَّع تكلفة دعوة الموظَّفين إلى العشاء، على البطون النَّهمة تلك، إلى المال العامّ؟

وما باله يُضيف إِلى كلِّ تلك المُخالفات، تمسُّكه بِالمبادئ الخلقيَّة، والخصال الحميدة، والقيم القديمة المستَوحاة من مُسلسلات "أَبي ملحم" على "​تلفزيون لبنان​"؟

ومَن زَرَع في رأس الوزير أَنَّ الموظَّف إِذا أَكْرَمته ساهمْت في حصانَته الوظيفيَّة؟ وإِذا خلقتَ جوًّا من الزَّمالة والعلاقة المهنيَّة والإِنسانيَّة الصَّادقة، أَضْفَيْتَ صَلابَةً على فريق العمل المهنيّ... وجلبتَ خِصال القِطاع الخاصِّ النَّاجح – في مبادرة "جريئة" – إِلى القِطاع العامّ؟...

ومَن أَثبت أَنَّ لذلك أثرًا على الإنتاجيَّة، بحسب المقياسَين الإِداريِّ والخُلُقيِّ؟".

ومِن مُخالفات "الوزير العنيد"، إِصراره على المضيِّ قُدُمًا في تشييد صروحٍ حواريَّةٍ في وزارةٍ دخلت بِجدارةٍ سِنَّ الكُهولَة... فلماذا "تَحمل السُّلمَ بِالعرض" يا مَعالي الوَزير؟. دع الأُمور كما هي... لأنَّ "المرتاحين على وضعهم" كُثُر...

وبعد فَلن أُطيل... ليت هذه المخالفات –يا معالي الوزير– تَنسحبُ على كلِّ الوزارات، وتُضاف إِليها مُخالفات شبيهة، من زُملاء لك في وزارات أُخرى مَحسوبة على تيَّارٍ سياسيٍّ آخر، وجِهات أُخرى أَيضًا، تَجسيدًا لِعهدٍ وصل إِلى الحُكم عن طريق "التَّغيير والإِصلاح"، فتُصلِحون معًا ما أَفسده الدَّهر...

"شمِّر" يا معالي الوزير عن ساعدَيك، وانْظر إِلى العلى كما عهدْناك، وَاجعل الموظَّف المُناسب في المكانِ المُناسب، تَشييدًا لِوزارة الثَّقافة والحوار، وَخِدمةً لِلبنان العَظيم!