لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في كنيسة الصرح البطريركي في ​بكركي​، على نية المسنين، إلى أنّ "الكنيسة تذكر في إنجيل اليوم القديسة حنة النبية، وهي قد ذكرت البارحة سمعان الشيخ، وهما طاعنان في السن. لقد عاشا بخوف الله والصلاة وتحمّلا مشقّات ​الشيخوخة​ الّتي لا أحد منّا يجهلها. ولكنّهما لقيا العزاء الكبير من عند الله"، موضحاً أنّ "سمعان هو من تلقّى الطفل يسوع بين يديه ليقول بعدها للرب: "الآن أطلق عبدك بسلام، لقد رأت عيناي خلاصك". لقد كان يعيش باتحاد كبير مع الله، وبانتظار تجلّي الله، ولأنّه تجاوز كلّ الصعوبات وبقي على الأمانة على الرغم من كلّ شيء فلقد كافأه الله وأخذ بين ذراعيه الطفل يسوع".

ونوّه إلى أنّ "اليوم تحضر حنة إلى الهيكل، هي الّتي عاشت سبع سنوات مع زوجها ومن ثمّ ترمّلت إلى أن بلغت الرابعة والثمانين من العمر. لقد عاشت حياتها وحيدة باتحاد مع الله"، مشيراً إلى أنّه "كما ذكر ​الإنجيل​، فلقد أمضت حياتها بالصلاة والصوم. لقد كافأها الرب بأن تنبأت عن الطفل يسوع وتحدّثت عنه من دون أن تعرفه. هكذا هو الرب مع كلّ واحد منّا"، مشدّداً عل أنّه "لا تظنّوا أنّ الرب يتركنا فهو رفيق دربنا في كلّ حالة من حياتنا في الحلوة والمرّة وفي الحزن والفرح، لذلك نحن مدعوّيو لعيش الإتحاد مع الله وهو وحده الّذي يكافؤنا".

وركّز الراعي، على أنّ "الإنعام هو أن يتمكّن الإنسان من العيش أكبر قدر ممكن في هذا العالم. هناك من يموتون وهم في أحشاء أمهاتهم أو نتيجة للأمراض أو الحوادث أو الحروب"، منوّهاً إلى "أنّنا نتساءل أحيانا لماذا لسنا نحن؟ وهنا من الجميل أن نشكر الله على كلّ يوم جديد في حياتنا، وأن نعيش بالشكر الدائم له ولعنايته"، لافتاً إلى أنّ "بمقدار انفتاحنا على الله بمقدار ما ينفتح سرّ الله علينا. لا أحد يعلم ما هي التعزية التّي يعطينا اياها الله في حياتنا. سمعان ليس آخر رجل كذلك حنة هي ليست آخر امرأة وانما هما نموذجان عن كل واحد منا. وهذه هي دعوتنا اليوم لان نعيش ونتجاوز صعوبات حياتنا ونقدر كل لحظة في حياتنا. ايانا والوصول الى لحظة نفقد فيها الأمل والرجاء."