لم يعد خفيا ان دول المواجهة التي تعتمد المقاومة المسلحة نهجا وحيدا لاسترجاع ​القدس​، وإقامة الدولة ال​فلسطين​ية وعاصمتها القدس، هي ​ايران​ وكل القوى التي تدور في فلكها مثل ​حزب الله​ و​حركة حماس​ وربما بعض القوى في المغرب العربي .

ويسعى الامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ الى توحيد موقف ​القوى الفلسطينية​ لمواجهة قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ اعتماد القدس عاصمة ل​اسرائيل​، بعد ان اعلن الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ ومعه كل الفصائل الفلسطينية ودول المواجهة، ان واشنطن لم تعد المرجع الصالح لرعاية مفاوضات السلام بين السلطة وإسرائيل .

ورأت مصادر سياسية متابعة للملف الفلسطيني ان العقبة الكبرى امام توحيد الصف الفلسطيني هي ان السلطة تحاول بعد تاكّدها من ان واشنطن لم تعد المرجع الصالح لاستكمال مفاوضات السلام تمهيدا لإقامة ​الدولة الفلسطينية​ وعاصمتها القدس الشرقية، ايجاد جهات دولية مؤثّرة قادرة على متابعة هذه المهمة، بينما القوى الفلسطينية الاخرى وبالتحديد حركة حماس في غزة تصر على ان على السلطة التخلي عن هذا الخيار واتباع خيار المقاومة في ​الضفة الغربية​ وكل المناطق داخل فلسطين، وتشكيل قوة فلسطينية ضاغطة تجعل واشنطن ومعها اسرائيل تقدم تنازلات كبرى للفلسطينيين وفي مقدمها اعتماد القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .

وقالت المصادر ان ​أوروبا​ ومعظم دول العالم التي وقفت ضد ​الولايات المتحدة الاميركية​ في ​مجلس الامن​ وفي ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​ متصدية لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لا تحبذ اللجوء الى القوة لحل المشكلة التي أوجدها قرار ترامب بما في ذلك ​منظمة التعاون الاسلامي​ .

واضافت المصادر ان ايران هي الدولة الوحيدة التي لا تعترف بإسرائيل، وهي القادرة على تنفيذ تعهداتها حيال هذا الامر، حيث تملك القوة العسكرية اضافة الى القوى المسلحة التي أسستها ودعمتها مثل حزب الله، وحماس، لكنها تواجه معارضة شديدة من قبل واشنطن وعدد من ​الدول العربية​، مما يجعلها في وضع صعب للقيام بأي عمل عسكري يعيد القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، او "للقضاء على هذا الكيان" كما تقول .

ورأت المصادر ان كل هذه المعطيات المتوفرة اليوم تضع المنطقة امام احتمال قيام اسرائيل بشن حرب اما على غزّة او على ​لبنان​ او على ​سوريا​، ردا على ما تخطط له دول المواجهة، او ان تتمكن دول القرار من اقناع واشنطن بقيام دولتين واحدة يهودية وأُخرى فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .

وذكّرت المصادر بأن محاولات تدويل القدس منذ بدء المشكلة الفلسطينية باءت بالفشل بالرغم من توصية للأمم المتحدة في هذا السياق في العام ١٩٤٧، ولم يكن لهذا التدويل اي اساس بيروقراطي او اي آلية لتطبيقه، وبالتالي خلصت المصادر الى أنّ تخلّي اليهود اليوم عن المدينة خاصة بعد ان قدّمها ترامب هديّة لهم كعاصمة لدولتهم، امر صعب هو ايضا، ان لم يكن مستحيلا .