عندما تشهد حرب بيانات وإتهامات وردود بين ​التيار الوطني الحر​ و​القوات اللبنانية​ ويكون السبب إنتخابات لا علاقة لها بمقعد نيابي أو بنقابة محامين أو مهندسين أو أطباء، بل برئاسة مجلس إدارة ​صندوق التعاضد​ لمعلمي ​المدارس الخاصة​، الذي لا يعرف أكثر من نصف الشعب اللبناني بوجوده كمنصب وكصندوق بشكل عام، تأكد أن العلاقة بين الفريقين وصلت الى ذروة التدهور وأن تفاهم معراب بات من الماضي مهما تحدث عنه إيجابياً في الإعلام كل من النائب أبراهيم كنعان ووزير الاعلام ​ملحم الرياشي​.

وعندما تقرأ بوتيرة شبه يومية معلومات تتحدث عن محاولات وإتصالات سياسية تُرصد في الكواليس، هدفها عقد لقاء بين رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ورئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​ لإعادة وصل ما إنقطع بينهما بعد أزمة إستقالة الحريري وما سيق "مستقبلياً" من إتهامات عن تورط جعجع بها، كل ذلك من دون أن تتحدث ولو معلومة واحدة عن إتصالات بين التيار والقوات لعقد لقاء بين جعجع ورئيس التيار وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ وذلك لإعادة تحديد شكل العلاقة التي تجمع فريقيهما، وما إذا كانت لا تزال موجودة أم لا، تأكّد أيضاً أن النية بإعادة وصل ما إنقطع بين طرفي تفاهم معراب غير موجودة لدى التيار والقوات، أقله في هذه المرحلة التي بدأ التحضير فيها لمعركة ​الإنتخابات النيابية​. وفي هذا السياق، يروي مصدر متابع للعلاقة بين التيار والقوات، أن " التحالف الإنتخابي النيابي بينهما غير وارد على الإطلاق أقلّه في الدوائر التي تعتبر فيها المعركة مسيحية-مسيحية، لا بل على العكس من ذلك، يتوقع أن تصل المنافسة الى ذروتها بين الفريقين المسيحيين، أي الى مستوى لم تشهده الدورات الإنتخابية الماضية التي سبقت تفاهم معراب، لا سيما في دائرة الشمال التي تضم أقضية البترون والكورة وزغرتا وبشرّي".

يبقى الرهان الوحيد على تحالف التيار والقوات إنتخابياً في دائرة ما، على رئيس الحكومة و​تيار المستقبل​، الذي، وإذا أثمرت لقاءاته التي يحكى عنها مع جعجع، عودة لعقارب الساعة الى الوراء بين معراب وبيت الوسط، قد يضطر الى التنسيق الإنتخابي بين التيار والقوات لجمعهما إذا كان توزّع القوى في هذه الدائرة يفرض ذلك كما هو الحال مثلاً في دائرة زحله، وإذا كان الحريري يتمسك بالتحالف مع التيار شريكه في العهد، ولا يريد التفريط بالقوات.

إذاً، أبواب الحوار بين التيار والقوات شبه مقفلة اليوم وباقية على حالها الى ما بعد الإنتخابات النيابية المقررة في أيار من العام الجاري، فهل ستُبقي هذه الإنتخابات مع ما ستحمله معها من خطابات عالية السقف وإتهامات متبادلة بين الفريقين، على شعرة معاوية التي ستساعد كنعان والرياشي يومها الى إعادة وصل ما إنقطع وفتح باب الحوار وإحياء ما تبقى من التفاهم؟ كل ذلك إذا بقيت هناك نية حقيقية في حينها لدى الفريقين بإعادة إحياء هذا التفاهم.