أكد كاثوليكوس ​الأرمن​ الأورثوذكس آرام الأول، في عظة ​عيد الميلاد​ لدى الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية، ان "العالم اليوم بعيد كل البعد عن القيم والمبادئ التي أتى بها يسوع المسيح، لكن وللأسف المصالح هي التي تسيطر على العالم الحالي، وليس الحق، هي القيم الدنيوية وليس الحقائق السماوية".

واشار الى أنه "في ليلة رأس السنة أعرب قادة العالم عن تمنياتهم وبعثوا برسائل التهنئة، نحن نقول لهم، قوموا بالعدالة قبل كل شيء، أثنوا على الإحترام المتابدل، لا تسلبوا حقوق الفقراء، امتنعوا عن ​الفساد​، لا تجعلوا من مصالحكم الشخصية أولوية تفوق مصالح شعبكم".

كما شدد على "الأهمية القصوى للاحترام المتبادل"، لافتاً الى ان "العدالة تفرض على المرء أن ينصف حقوق الآخرين، وان يعرف ويحترم الآخر كما هو، هناك مقاربات مختلفة للحقيقة الإلهية، فلا يحق لنا أن نفرض مفاهمينا على الآخرين، ولكن بالإحترام المتبادل يمكننا تعزيز التعايش والشراكة مع الأمم والثقافات والأديان. هذا ما تبشر به تعاليم الأديان السماوية الثلاثة".

وتطرق آرام الأول الى مسألة ​القدس​، بالقول ان "تاريخ القدس معروف للجميع، كما ان هوية القدس وأهميتها ومكانتها معروفة ايضا، لذا فإن النهج الأحادي بالنسبة للقدس مرفوض، فإن إضفاء الصبغة القانونية على المصادرة والإحتلال بقوة السلاح وبانتهاك حقوق السكان المحليين يخالف القانون الدولي".

ونوه الى أنه "في ما يخص القدس، لا يمكننا أن نتجاهل وقائع القانون الدولي وحقوق وتقاليد ومقدسات الديانات السماوية، يجب أن لا ننسى ان الكنيسة الأرمنية في القدس بها ايضا حقوقها الخاصة"، موضحاً أنه "في عام 638، تأسست البطريركية الأرمنية في القدس، وتربع على الكرسي البطريركي 97 بطريركا ناهيك عن الكنائس الأرمنية وأماكن مقدسة للحج فضلا عن وجود الطائفة الأرمنية هناك، وان حقوق كنيستنا معترف بها تاريخيا وقانونيا ولا يمكننا أن نتجاهل كل هذا بقرار أحادي يعلن بأن القدس عاصمة ل​إسرائيل​. في الواقع، ان هكذا مواقف يزيد من الظلم ويعطي المجال لأزمات وإشكالات جديدة بين الأديان والشعوب ويحد من عملية السلام في ​الشرق الأوسط​".

وختم بالقول "بمناسبة عيد الميلاد المجيد نحض المسؤولين السياسيين والروحيين على معالجة ​القضية الفلسطينية​ والنظر في قضية جميع الشعوب التي عانت من الظلم والأزمات والإضطهاد انطلاقا من العدالة ومبادئ حقوق الإنسان وحقهم في تقرير المصير".