شهد عام 2017 تطورات ستحظى بأهمية تاريخية للبشرية بأسرها في المستقبل، إذ تمثلت أهم تلك التطورات في عقد ​روسيا​ و​الولايات المتحدة​ اتفاقية، على هامش المؤتمر الفلكي الفضائي الذي عقد في أديلايد الأسترالية، لإنشاء محطة فضائية ستعمل في مدار حول ​القمر​. وأطلقت على المشروع تسمية رمزية "Deep Space Gateway" (الباب إلى الفضاء البعيد).

وستشارك في بناء المحطة القمرية المدارية إلى جانب روسيا والولايات المتحدة كل من ​اليابان​ و​الاتحاد الأوروبي​ وكندا، في وقت ستقوم روسيا بتصميم وحدة التحام ستستخدمها كل الدول المساهمة في المشروع لإجراء التجارب وأعمال الصيانة على السطح الخارجي للمحطة القمرية، وذلك وفقا للمقاييس الروسية. وستقوم الولايات المتحدة أيضا بإنشاء بضع وحدات للمحطة، أما الاتحاد الأوروبي وكندا فسيساهمان في إنشاء المحطة بتصنيع شاحنات فضائية وروبوتات.

ويتوقع أن تبدأ عملية تجميع المحطة في مدار حول القمر في منتصف عشرينيات القرن الجاري. كما يتوقع أن تستخدم المحطة لإنزال بعثات مأهولة إلى سطح القمر، ما سيتطلب زيادة إمكاناتها. وكانت روسيا قد طرحت اقتراحات بهذا الشأن.

واتخذت روسيا قرارا بالإسراع في تصميم صاروخ "سويوز-5" المتوسط الذي سيستخدم للرحلات المأهولة إلى المدار الأرضي. ويتوقع أيضا استخدامه كعنصر لصاروخ فائق الثقل سيطلق رواد الفضاء الروس إلى القمر، وسيصبح "سويوز-5" صاروخا أساسيا للرحلات المأهولة الروسية في النصف الأول للقرن الـ 21، حيث سيطلق مركبة "فيديراتسيا" المأهولة إلى المدارين الأرضي والقمري.

وقال رئيس شركة "روسكوسموس" إيغور كوماروف إن "صاروخ "سويوز-5" هو جزء لا يتجزأ من مشروع تصنيع الصاروخ الروسي فائق الثقل الذي سيمكن روسيا بحلول عام 2028، من تحقيق رحلات مأهولة إلى القمر والمريخ من دون مساعدة الشركاء الأجانب".