لا شك أنه مع مرور الأيام سيسيطر الحديث الانتخابي على ما سواه، وخصوصا في الانتخابات المقبلة التي ستكون لأول مرة غير محسومة النتائج بسبب الاعتماد على القانون النسبي، الذي يمكّن قوى كثيرة من دخول ​المجلس النيابي​ إن استطاعت أن تشارك بـ"اللعبة" الانتخابية كما ينبغي. كثيرة هي التحالفات التي ستُعقد من أجل الانتخابات، وكثيرة هي التحالفات التي ستفكّ للسبب نفسه.

في تقرير اول عن حال ​حزب الله​ و​التيار الوطني الحر​ في الانتخابات النيابية في أيار المقبل، تحدثنا عن دائرة صيدا-جزين التي يحاول فيها التيار ضم الحزب الى جانبه وابعاده عن ​حركة أمل​، وفي هذا التقرير الثاني سنتطرق الى تفاصيل معركة زحلة وجبيل.

دائرة زحلة

7 مقاعد في دائرة زحلة موزعة بين الطوائف على الشكل التالي: 1 سني، 1 شيعي، 1 ماروني، 2 كاثوليك، 1 روم ارثوذوكس، 1 ارمن كاثوليك، ستجعل من المعركة في هذه الدائرة صعبة للغاية، خصوصا اذا ما نظرنا للتحالفات المتوقّعة. في دائرة زحلة 170959 ناخبا يتوزعون على الشكل التالي: 28509 موارنة، 16768 ارثوذكس، 30043 كاثوليك، 8683 ارمن ارثوذكس، 1803 ارمن كاثوليك، 1403 انجيليون، 5253 سريان ارثوذكس، 1071 سريان كاثوليك، 1151 اقليات، 48610 سنة، 27665 شيعة.

تتعدد القوى السياسيّة في هذه الدائرة التي تدعى عاصمة الكثلكة في لبنان، ولكننا سنتحدث عن حزب الله وحركة أمل من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية. وفي هذا السياق تؤكد المصادر أن الوطني الحر المتحالف مع ​تيار المستقبل​ في كل الدوائر الانتخابية لن ينفصل عنه في زحلة، بل سيشكل لائحة الى جانبه لن تكون مكتملة، وبالمقابل سيكون لتحالف حزب الله، حركة أمل والنائب الحالي ​نقولا فتوش​ لائحتهم غير المكتملة أيضا.

وتضيف المصادر عبر "النشرة": "ليس محسوما بعد إن كان المرشح الشيعي في دائرة زحلة سيكون من حصة حزب الله أو حركة أمل، فالمشاورات بين الحليفين الأساسيين لم تصل بعد الى خواتيمها، وهي اليوم تتمحور حول حصول أحدهما على مقعد زحلة مقابل حصول الآخر على المقعد الشيعي في البقاع الغربي"، مشيرة الى أن اللائحة المؤلفة من أمل وحزب الله وفتوش ستهدف لأن تحصد مقعدين اثنين على الأقل، هما المقعد الشيعي، وواحد من المقعدين المخصصين للكاثوليك".

بالمقابل ستضم لائحة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل 5 مرشحين لمحاولة الحصول على المقعد السنّي، المقعد الماروني، مقعد الروم الارثوذوكس، مقعد الأرمن الكاثوليك، ومقعد واحد من المقعدين المخصصين للكاثوليك، أي أن اللائحة لن تشهد ترشيح أحد على المقعد الشيعي، والمقعد الكاثوليكي الثاني.

كذلك ستكون رئيسة ​الكتلة الشعبية​ مريم سكاف في لائحة وحدها، بحسب المصادر التي تشير الى أن تحالف حزب الله مع فتوش يُبعد سكاف، ووجود مرشح كاثوليكي على لائحة تيار المستقبل والوطني الحر يُبعد سكاف أيضا، مع الإشارة الى أن لدى سكاف نية بترشيح شيعي على لائحتها.

اذا في زحلة، سيكون حزب الله الى جانب حليفه الشيعي، وسيكون التيار الوطني الحر الى جانب حليفه الجديد تيار المستقبل، ولكن لن تكون المعركة كاسرة بينهما اذا ما بقيت الأمور على حالها، اما اذا ما قرر الوطني الحر والمستقبل خوض معركة المقعد الشيعي فعندها ستكون المعركة حتمية.

دائرة جبيل-كسروان

لا يوجد للشيعة مقعد في كسروان ويملكون قوى ناخبة قوامها 1717 صوتا، وفي جبيل التي تضم 3 مقاعد (شيعي ومارونيان) تتوزع القوى الناخبة على الشكل التالي: 54718 موارنة، 3708 اورثوذكس، 1541 كاثوليك، 999 ارمن ارثوذكس، 124 ارمن كاثوليك، 166 انجيليون، 207 سريان ارثوذكس، 115 سريان كاثوليك، 339 اقليات، 2770 سنة، 16529 شيعة.

لا يملك حزب الله تأثيرا واسعا في دائرة جبيل-كسروان، وينقسم الصوت الشيعي بينه وبين حركة أمل التي تملك حضورا واسعا في تلك الدائرة. في هذا الاطار تكشف المصادر أن التوجه الحالي هو لان يكون حزب الله الى جانب التيار الوطني الحر، وأن تكون حركة أمل التي ستنافس على المقعد الشيعي في جبيل الى جانب النائب السابق ​فريد هيكل الخازن​. وتقول المصادر، "من المحتمل أن يكون المرشح الشيعي على لائحة الوطني الحر قريبا من حزب الله وبناء عليه يتحالف الحزب والتيار، بمواجهة مرشح شيعي لحركة أمل المتحالفة مع الخازن".

من جهة أخرى تؤكد المصادر أن احتمال تحالف الثنائي الشيعي لم ينتهِ بعد، انما لم يظهر حتى اللحظة تفاصيل الاتفاق الذي يمكن ان يجمعهما في هذه الدائرة.

اذا، ستكون زحلة اول دائرة تشهد مواجهة انتخابية ولو بسيطة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ولكنها لن تكون الدائرة الوحيدة التي يفترق بها الحليفان.