شدّد رئيس ​الحزب السوري القومي الإجتماعي​ ​حنا الناشف​، في كلمة له خلال خلوة عقدها مجلس العمد الجديد في مركز الحزب، على "أهمية أنّ تتضمّن الخطة الحزبية الأولويّات الّتي يستهدفها الحزب القومي، وتفعيل العمل من أجل تحقيق هذه الأولويات على المستويات كافّة"، مشيراً إلى "أنّنا أمام مرحلة مفصلية ومصيرية تتطلّب إستنفار كلّ الطاقات وبذل الجهود، لمواجهة المؤامرات والتحديات الّتي تستهدف القضاء على مقوّمات الحياة في أمتنا وشرذمة مجتمعنا وتحويله إلى كانتونات متناحرة ومتقاتلة".

ورأى أنّ "قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بشأن ​القدس​، جاء في سياق خطّة لتصفية المسألة ال​فلسطين​ية، بعد فشل المشروع الإرهابي الّذي تقوده ​أميركا​ و​إسرائيل​ ودول إقليمية وعربية معروفة، لتحقيق الهدف نفسه ولتفتيت المنطقة وتقسيمها كنسخة جديدة لإتفاقية "سايكس - بيكو"، مركّزاً على أنّ "مواجهة المخطط الأميركي - اليهودي يملي على ​القوى الفلسطينية​ توحيد طاقاتها وجهودها على أساس برنامج نضالي، يرتكز على الثوابت الصراعية، لأنّ مسار المفاوضات والتسويات والإتفاقات الّتي حصلت مع العدو، تخدم فقط العدو اليهودي ومشروعه الإحتلالي الإستيطاني التهويدي"، منوّهاً إلى أنّ "في مواجهة هذا المشروع، نؤكّد إعتماد المقاومة نهجاً وخياراً من أجل تحرير أرضنا السليبة، وما عدا ذلك لا يعدو كونه سراباً ومساهمة في ضياع فلسطين".

وأكّد الناشف أنّ "الحرب الكونية الإرهابية الّتي تستهدف الشام منذ سبع سنوات، فشلت في تحقيق أهدافها"، لافتاً إلى أنّ "فشل هذه الحرب الكونية هو نتيجة صمود السوريين رئيساً وقيادة وجيشاً وأحزاباً، ودعم الحلفاء"، موضحاً أنّ "انخراط الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى جانب ​الجيش السوري​ في معركة دحر الإرهاب والتطرف وإسقاط مشاريع رعاة الارهاب، أمر طبيعي، فما يقوم به القوميون دفاعاً عن ارضنا وشعبنا واجب قومي".

وفي الشأن ال​لبنان​ي، ركّز على "أهمية تثبيت الإستقرار وحماية السلم الأهلي، وتفويت الفرص على من يرتبص بلبنان فتنة"، مشيراً إلى أنّه "عندما يتوحّد اللبنانيون على موقف، فإنّ مردود الموقف يحقّق مصلحة وطنية، كما حصل حين واجه لبنان استقالة رئيس حكومته من ​السعودية​، بوحدة الموقف بين المسؤولين والاحزاب والقوى"، مشدّداً على "ضرورة أن تتحمّل الدولة مسؤوليّاتها تجاه الناس على المستويات الإجتماعية والإقتصادية والمعيشية"، معرباً عن أمله في أن "يساهم إستحقاق ​الإنتخابات النيابية​ في أيار المقبل، في ترقية الحياة السياسية، ويشكّل فرصة من أجل إحداث خرق حقيقي في جدار المذهبية والطائفية الّتي تتحكّم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان".

وبيّن الناشف "أنّنا نعوّل مع القوى السياسية الصديقة والحليفة على إيصال أكبر عدد ممكن الى الندوة البرلمانية، كي نستطيع أن نحصن لبنان بخياراته الوطنية والقومية، وأن نفتح الباب واسعاً لإحداث تغيير ينقل البلد من نظامه الطائفي - المذهبي القائم على ​المحاصصة​ والمحسوبيات الى دولة مدنية ديمقراطية قويّة وعادلة على أساس المواطنة، وهذه مسؤولية ومهمّة إنقاذية".

ولفت إلى أنّ "تهديدات العدو اليهودي بشنّ حرب جديدة على لبنان، لا تتمّ مواجهتها بالركون إلى ما يُسمّى "المجتمع الدولي"، فهذا المجتمع الدولي لم يستطيع على مدى عقدين ونيف تنفيذ القرار الدولي رقم 425 القاضي بخروج الإحتلال اليهودي من لبنان، في حين أن المقاومة استطاعت أن تدحر هذا الإحتلال وتحرّر الأرض، لذلك نؤكّد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة خشبة خلاص للبنان ومصدر قوّة وإنتصار، وبالتالي لا بّد من التسليم بمنطق أنّ معادلة المقاومة عامل ردع بوجه أطماع العدو وهي كلمة سر إنتصار لبنان وصموده، لا بل كلمة سر انتصار الأمة وصمودها".