أوضحت مصادر "​القوات اللبنانية​"، عبر صحيفة "الجمهورية" أن "انفتاحها على أيّ فريق سياسي يندرج في سياق رؤيتها الوطنية لتوسيع مساحة التأثير على المستوى الوطني في سياق تزخيمِ مشروع الدولة وتدعيمه وتحصينه، ويُخطئ من يفسِّر انفتاحَها من منطلق الخروج من حصارٍ أو أزمة، لأنّها لا تعتبر نفسَها مأزومة إطلاقاً، بل في الموقعِ المنسجمةِ فيه مع قناعاتها وأفكارها وتقاطعِها مع الرأي العام الذي يرى في التموضع والخطاب القوّاتي ما يعكس تطلعاتها وآمالها، وبالتالي قربُها أو ابتعادها عن أيّ طرف لا علاقة له بحسابات صغيرة، إنّما يتصل بالخط الوطني العريض".

ورأت أن "تصوير المواجهة السياسية في لبنان بكونها بين موالاة ومعارضة لا تعكس حقيقة الواقع، ولا حقيقة الصراع منذ العام 2005 إلى اليوم والقائم بين من يريد دولةً فعلية سيّدة على أرضها وممسكة بقرارها الداخلي والخارجي، وبين من يريد إبقاءَ لبنان ساحةً والدولة معلقةً وشكلية وصورية، فيما هذا البعض الذي يصوِّر الأمورَ على هذا النحو كان مشاركاً في معظم الحكومات منذ انتفاضة الاستقلال"، متسائلة: "كيف يُسقط مقاربته الحالية على وضعيته السابقة، أم أنّه يعتبر أنّ مجرّد وجوده خارج السلطة وعن طريق الصدفة يَسمح له بتحويل معركته بين سلطة ومعارضة؟ وهل التحالف مع "​حزب البعث​" مثلاً يصبح مشروعاً لمجرّد كونِه خارج السلطة؟".

وأعربت المصادر عن أسفها لـ"محاولة البعض تحريفَ الأمور وتزويرها وتصويرها على غير حقيقتها وكأنّ هناك من يضع شروطاً على "القوات" للتحالف معها من قبيل خروجها من ​الحكومة​، علماً أنّ القاصي يَعلم كما الداني أنّ أحداً لا يضع شروطاً على "القوات" التي لا تستجدي التحالفَ مع أيّ كان، بل مصطلح الاستجداء غيرُ موجود في قاموسها أساساً، وتضع أيَّ تقاربٍ مع أيّ فريق في خانةِ المصلحة الوطنية العليا".

كما أسفه لـ"محاولةِ البعض ادّعاءَ انتصاراتٍ في غير محلّها، حيث إنّ موقف "القوات" داخل الحكومة والمتمسّك باعتماد الآليات القانونية وفي طليعتها إدارةُ المناقصات، ودعمُ أكثرِ مِن فريق داخل الحكومة لوجهة نظر "القوات" أدّى إلى ما أدّى إليه"، معربة عن استغرابها لـ"تحريفَ الوقائع بالكلام عن أنّ المقصود بـ"بقّ البحصة" ليس المعارضة المعروف تموضُعها وتقول كلامَها علناً، عِلماً أنّ الأوساط القريبة من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لم تسَمِّ سوى بعض الأسماء المعارضة، على رغم موقفِ "القوات" المعروف من كلّ هذه المسألة".