اكد رئيس "الحزب ال​لبنان​ي الواعد" فارس فتّوحي أن "قضية ​القدس​ تهمنا كلبنانيين أولاً، وكمسيحيين ثانيًا. وهي قضية وجودية ومصيرية، على عكس ما يعتقد البعض بأنها مشكلة بعيدة بالجغرافيا والسياسة، ولنتترك باب الريح مقفلاً! أبدا نحن في عين الريح والعاصفة! لا يمكن الهروب من أزمات المنطقة وإلتزام الحياد عن النزاعات الإقليميّة. ولا يمكن التصرف ملوكيين أكثر من الملك، بعدما طبّع الفلسطينيين والسلطة الفلسطينيّة علاقتهم مع ​اسرائيل​ منذ العام 1993، تاريخ توقيع إتفاق أوسلو... ولكن لا بد من التنبه للمخاطر يالتي قد توصلنا اليها هذه التطوّرات."

وفي كلمة له خلال ندوة حوارية أشار فتوحي الى أن "تغييرا جذريا حصل عندنا، اذ صار اللبنانيون متأكدين أن أهداف اسرائيل ضرب الفكرة اللبنانيّة التي تشكّل نموذجاً للتعدديّة وقبول الآخر والتي تؤكد على أن التعايش الإسلامي المسيحي معقول لا بل ضرورة. لبنان الرسالة، كما سمّاه البابا يوحنا بولس الثاني بشكّل تحدّياً، وينسف المفهوم الإسرائيلي للدولة الدينيّة، وضرب النموذج اللبناني هو خدمة لإسرائيل، من خلال تقسيم لبنان والمنطقة لدويلات عرقيّة ودينيّة حسب الحاجة والخصوصيّة. وفق القاموس الإسرائيلي والأميركي لا مكان للمسيحيين في لبنان المقسّم، وقد حاولتا التخلّص منهم عبر اقتراح السفير براون بترحيلهم بسفن وتوطين الفلسطنيين في أرضهم".وأعاد التذكير بأنّ "مسائل القدس واللاجئين والمستوطنات رحلت من النص الأساسي لاتفاقية أوسلو، وهذا الترحيل لم يحصل عن عبث، واليوم بتنا نفهم سبب هذا الترحيل بعدما أثبتوا أنهم يريدون القدس عاصمة لإسرائيل وقد صار ​الاستيطان​ خارج اطر التفاوض. الخطورة بالنسبة لنا تكمن في مسألة اللاجئين حيث سيتم التخلي عن حق العودة بالتالي سيصار الى توطين الفلسطينيين في لبنان. ما يهمنا هو أن هذه القضايا الثلاثة هي سلسلة مترابطة ويتم التفريط بحلقاتها الواحدة تلو الأخرى، وخوفنا من نتائج هذا التفريط فيصار الى فرض التوطين".

من جهته دعا راعي كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك في حيفا- فلسطين الأرشمندريت اغابيوس ابو سعدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يُصدر تعليماتِه بوضع رمز كنيسة القيامة بجانب قبّة الصخرة الذهبيّة على اسم فلسطين. وشدد ابو سعدى على انه "لا بدّ من اتّخاذ خطواتٍ عمليّةٍ في موضوع مناهج التاريخ، بحيث يَظهر فيها دور المسيحيّين المشرقيّين عامّة والفلسطينيّين خاصّة في كتابة تاريخ وطنهم وتأثيرهم فيه وهم يكادون لا يُذكَرون في المناهج الدراسيّة. فالطبقة النُخبويّة تَعِي تمامًا أهميّة الوجود المسيحيّ في المشرق وفلسطين، ولكنّ المشكلة تكمن في الطبقة الشعبيّة التي باتت غير قادرة على التّمييز بين المسيحيّ القوميّ وذلك المستَعمِر، ممّا يزيد من حِدّة التعصّب والرفضيّة للشريك المسيحيّ لا بل وتهميشه باعتباره من "بقايا الصّليبيّين".