لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب غازي العريضي في كلمة له خلال حفل تكريمي أقامته له كرمت ثانوية ​بيصور​ الرسمية إلى أن "الشكر والفخر للوقوف على منبر ثانوية بيصور، لان للثانوية دورا اساسا في التربية والتعليم، وفي النتائج التي نفتخر بها. والمسألة ليست مسألة بناء. هذا واجب ​وزارة التربية​، ان تقوم بتامين الابنية للمعلمين و​الطلاب​ والاهل. ولكن بالحقيقة، فمن حيث المستوى التعليمي التربوي، النوعية والتوجيه الدائم بالنسبة إلى أبنائنا في هذا المجال، نحن مطمئنون، مرتاحون وفخورون، وايضا الى جانب الثانوية".

وأشار إلى "أنني لا انسى التكميلية، ونشير الى الاستاذ مازن ملاعب، والى دوره وجهده، والنتائج التي يحققها بين مدراء التكميليات في ​لبنان​، وعلى مستوى المسيرة التربوية لذلك الفخر اننا امام مجمع تربوي في بيصور، يعطي هذه النتائج. والشكر ايضا لاختيار العنوان بغض النظر عن الشخص الذي تم اختياره، العنوان في حد ذاته. وفي هذه المرحلة بالذات عندما نتحدث عن لغة عربية ونحن تقريبا نجتمع بعد اسابيع لليوم اللغة العربية على المستوى العالمي، ولبنان كان له دور كبير في هذا المجال، فإن ذلك يدعونا ايضا الى الاعتزاز وإلى مزيد من الاهتمام بهذا الموضوع".

واضاف العريضي "النقطة الثانية وهو التلازم القائم بين اللغة والاعلام بخاصة وأننا في بلد مميز، في بلد ذي نكهة استثنائية، في هذه المنطقة. وهذا ايضا يلغي اعباء مسؤوليات كبيرة للمحافظة على لبنان التنوع. وعندما نتحدث عن تنوع، نتحدث عن حرية رأي ومعتقد، وحرية تعبير، وهذا موضوع اساسي يميز هذا البلد عن محيطه، حيث ثمة قمع لافكار، لاعتقال المفكرين، ومنع لكتاب من الانتقال والانتشار، سواء داخل الدول، او بين ​الدول العربية​"، مشيراً إلى "اننا في بدايات الالفية الثالثة، والقرن الواحد وعشرين، لكن تخصيص ايام ايضا للحديث عن الاعلام في لبنان، وفي شكل خاص على مستوى الطلاب والاجيال الصاعدة الواعدة، هو امر مهم في حد ذاته، لاسيما واننا نشهد نزوعا خاطئا وخطرا نحو تقييد ​حرية الاعلام​، رغم اننا يفترض ان تكون في دولة قانون يحترم فيها القانون".

واستطرد "النقطة الثالثة هي الخطابة، ويطول البحث حولها. وهي مسألة علمية بكل ما للكلمة في معنى. وربما تنطلق من موقفي. لكن هي مسالة علمية. وساقول لكم بعض الاشياء، وانا عرفتها بالصدفة، لانني لم اولد خطيبا، ولم اتعلم اللغة مثلما تعلم غيري، ولست صاحب اختصاص في اللغة العربية، والكل يعلم انني درست الفيزياء والرياضيات، وسلفا أقول لكم: تعلمت اللغة على السمع، ولكن لست أدعوكم إلى عدم الاهتمام باللغة لناحية القواعد على الاطلاق، بل أشير الى هذه المسألة فقط لاقول، إن الاهتمام باللغة العربية، حب اللغة التي هي جزء من تكويننا في وجودنا في هذه المنطقة، هي احد اهم وامضى ​الاسلحة​ في دفاعنا عن انفسنا وقناعاتنا وآرائنا، عن افكارنا وتاريخنا وحاضرنا، وعن مستقبلنا، من دون اهمال التفاعل مع اللغات الاخرى. لكن في الدعوة جدية إذ نتحدث عن اعلام واعلاميين وعن طلاب او عن ابناء مجتمع، لغتهم الام هي اللغة العربية... وقد التقيت بموهوبين وخطباء كبار، وكنت الى جانبهم، رغم كل النظرة ان هذا السياسي يتقن اللغة العربية او انه يقف على منبر ويخطب. وصدقا اقول امامكم، كنت اشعر بالكثير من التهيب وانا الى جانبهم، وهذا شكل التحدي الكبير. والسبب انهم خطباء يتقنون اللغة العربية، بشكل متماسك. وأنا تعلمت منهم جميعهم دون استثناء، ولم يكن لدي حرج بالسؤال عن هذه الكلمة وتلك، حتى اصبحت الاذن توجه مباشرة، وتعطي الاشارة، اذا كانت هذه الكلمة صح ام خطأ على المنبر، عندما يتكلم أحد الخطباء أو أحد الذين يقفون على المنابر".

وقال العريضي: المسألة الاخيرة واللازمة لكل هذه العناوين، هي المسؤولية في ممارسة الحرية. نحن مسؤولون أمامكم عندما نتعاطى الشأن العام، وعندما نكون في مواقع سياسية، سواء على المستوى الرسمي في الدولة، وزراء ونوابا، او في الاحزاب السياسية التي لها دور اساسي كبير في نهضة المجتمع، وفي اطلاق هذه الطاقات والامكانات، واطلاق الافكار والبرامج والنقاش حولها، والنقاش بين بعضها ايضا، كاحزاب سياسية. ولبنان مميز بهذه النكهة، انطلاقا من ميزة التنوع والحرية، عندما يقف أحدنا او يطل احدهم من شاشة او منبر، يعطي مقابلة او حديثا يجب الا ينسى لحظة، انه يتحدث ليس كمسؤول عن الناس ومسؤول امامهم".

وختم: "نحن مسؤولون امام اذانهم وعقولهم وافكارهم، لذلك لا يجوز لنا ان نخطىء لا في اللغة ولا في طريقة استخدامها، للتوجيه الى الناس. ولا يستطيع احد اذا كان على منبر او على شاشة ان يعتبر ان هذا الوقت له، وبالتالي له كل الحرية في ان يقول ما يشاء. لذلك قلت: الحرية مسؤولية ممارسة الحرية، مسؤولية الاستفادة من هذه النعمة الكبيرة. والحال بعيد كل البعد عن اي تفكير بتقييد، لا سمح الله، او برقابة ما، او بمنع ما، كما يحصل من وقت لآخر. وفي كل المراحل كنا ضد كل هذه المحاولات وسنبقى، لان التنوع والحرية عنصران ملازمان متلازمان من مبررات وجود لبنان وبقائه".