اشار البطريرك مار ​بشارة الراعي​ الى ان الحوار حاجة الحياة في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة. الحوار جسر بين الأشخاص، لا نعرف أية ثمار سيُنتج إذا كان صادقًا ومخلصًا. لذا، لا يمكن هدمه أو إقفاله، لئلّا يتسبّب بالقطيعة والانقسام وتعطيل آليات الخير العام. وهذا ما يجري عندنا بكلّ أسف على مستوى الجماعة السياسيّة. فلا يجرؤ المسؤولون السياسيّون على الجلوس معًا وجهًا لوجه، والتحاور بصدق وثقة. أصاغر الأمور عندهم تكبر وتتعاظم، وتُحمَّل تفسيرات وأبعادًا غير واقعيّة، وقد تنطوي على نوايا وخلفيّات سياسيّة.

ولفت الراعي في عظة الاحد، الى إنّ التصلّب في مواقف اللاثقة، والتحاور عن بُعد بواسطة تقنيات التواصل، والقول كلّ ما يحلو من خلالها، إنما تُسمِّم الأجواء، فتسود ردّات الفعل، وينقسم الأفرقاء بين مؤيّد لهذا الرّأي أو ذاك وبين صامت لا يجرؤ على البوح برأيه. وهكذا تتعطّل القرارات، ويتفاقم الشلل الاقتصادي وتتوقّف مشاريع التنمية، وتتقلّص فرص العمل والإنتاج، فيما الشعب ينوء تحت حاجاته وفقره ومطالبه.

اضاف "وحده الحوار الصادق، ولو كان مضمونه لا يتلاءم مع مصالحنا الخاصّة، يمكّن السير بالحياة السياسية والوطنية إلى الأمام، وكذلك بالحياة العائلية والاجتماعية والكنسيّة".

وتوجهالى لجان الأهل في المدارس الخاصة بالقول: "نحنحريصون على حماية الوحدة بين مكوّنات الأسرة التّربويّة: الأهل وإدارة المدرسة والهيئة التّعليميّة، وعلى مصلحة كلّ مكوّن لترابط الثّلاثة فيما بينهم، من أجل خير التّلامذة. ولذا، نطالب الدّولة بدعم المدرسة الخاصّة والمحافظة عليها لكونها ذات منفعة عامّة اسوة بالمدرسة الرّسميّة، علمًا أنّ كلفة الطّالب في هذه الأخيرة تفوق كلفته في المدرسة الخاصّة".