انقشع غبار التفجير الارهابي الذي استهدف احد كوادر حركة "حماس" في ​لبنان​ محمد عمر حمدان "ابو حمزة" في "البستان الكبير" في صيدا، وبدت الاتّهامات تدل على وقوف ​اسرائيل​ وراءه، في وقت واصلت فيه الاجهزة الامنية بإشراف القضاء العسكري تحقيقاتها في مسرح الجريمة بعدما حسم الخبير العسكري ان زنة العبوة التي وضعت في سيارته تزن 500 غرام.

مقابل التحقيقات الميدانية، شهدت المدينة تحركا باتجاهين: الاول اجراء مسح شامل تقوم به الدائرة الهندسية في بلدية صيدا برئاسة الدكتور زياد الحكواتي للأضرار حيث من المقرر ان تجول اللجنة المختصة على كافة المتضررين لتسجيلها من أجل دراستها وتحديد ما يمكن القيام به تجاه المتضررين في عدة منازل مجاورة وفي ثانوية الإيمان الإسلامية التي تضررت الأقسام السفلية منها حيث مرافق مختلفة ومها المكتبة العامة للثانوية وصفوف النشاطات، بينما عاين رئيس بلدية صيدا محمد السعودي المكان، مؤكدا "أن كل الخيوط تدل على أن عملية التفجير يقف خلفها الموساد الإسرائيلي".

أما الثاني، فتمثل بحراك سياسي قام به وفد من حركة "حماس" في لبنان برئاسة ممثلها في لبنان على مختلف القوى الصيداوية الوطنية والاسلامية لوضعها في تفاصيل الاستهداف، وسط حرص لافت على عدم استباق التحقيقات وبانتظار نتائجها رسميا من الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، واعتبار ان المستهدف ليس كادرا فقط من "حماس" وانما اللجوء الفلسطيني في لبنان من جهة، وأمن واستقرار مدينة صيدا ولبنان من جهة أخرى، الى حد الدعوة الى مبادرة لبنانية لرفع شكوى الى ​مجلس الامن الدولي​ ضد اسرائيل لخرقها السيادة اللبنانية.

وقد ركزت المواقف السياسية اللبنانية والفلسطينية على ضرورة مواجهة هذا الخرق برفع وتيرة بتعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية ورفع التعاون والتنسيق مع القوى اللبنانية السياسية والامنية، فيما اتهمت "حماس" رسميا على لسان بركة "اسرائيل" بالوقف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة، مشددا ان "معركتنا العدو الصهوني مستمرة ولكن داخل ​الاراضي الفلسطينية​ المحتلة".