أكد رئيس اساقفة ​الفرزل​ وزحلة و​البقاع​ للروم الملكيين الكاثوليك ​المطران عصام يوحنا درويش​، في عظة بمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير في كنيسة دير القديس انطونيوس الكبير في زحلة، أن " القديس أنطونيوس الكبير الذي نعيد له هو أَحَدِ القديسين الشرقيين الكِبار، من القرن الثالث، وقد اشتهر اسمه بأنَّه "أبو الرهبان"، والكنيسة تعتبره بأنه مؤسس الحياة الرهبانية في العالم بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له".

كما ذكر أنه "ركز حياته الروحية وفكره اللاهوتي على ​الكتاب المقدس​ فاتخذه شريعة لحياته، ومن خلال كلمة الله نقى قلبه وذهنه وحواسه أما حياته الروحية فكانت في تقدم مستمر"، لافتا الى أنه "سمعتم ما جاء في ​الإنجيل​ المقدس، فيسوع يطوب الفقراء والمساكين والجياع، والطوبى هي كلمة بيبلية تعني حالة من فرح الذهن والسعادة والسلام الداخلي، طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات".

وتساءل درويش "ماذا يعني بالمساكين بالروح"، موضحاً "إنَّهم الَّذين يتَّكِلون على الله فقط وليس على أحد أو شيء آخر. المسكين بالروح هو الذي يرى أن الله كلّ شيء في حياته، فالمسكين بالروح هو الذي يؤمن بقوة ومن هو يشعر برغبة إلى رؤية الله، وهو غير متكبر وغير أناني، والفقير هنا لا يعني الفقير إلى المادة بل هو الغني بإيمانه وبخبرته الروحية، هو المتواضع والمطيع لمشيئة الله. إنها دعوة لنا".

وتابع بالقول "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض، الوديع هو الشخص الهادئ، الطيب، البسيط، المسالم، الذي يعامل الآخرين معاملة حسنة، رقيق الطبع، متزن في أقواله وأفعاله"، ذاكراً انه " جاء في المزمور 37 "أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام"، الوديع إذن هو الذي يبتعد عن الغضب وعن الكبرياء وعن إهانة الآخرين".

وعن اسبوع الصلاة من اجل الوحدة ذكر درويش "أننا نبدأ غدا الصلاة من اجل وحدة المسيحيين، فالكنيسة حددت لنا الأسبوع الواقع بين 18 و 25 كانون الثاني اسبوعاً نصلي فيه للوحدة"، مشيراً الى "اننا في ابتهالاتنا وطقوسنا نكث الصلاة لأجل وحدة المسيحيين ونلتمس دوما شركة الروح ​القدس​ والكنيسة تذكرنا بما جاء في أعمال الرسل (4/32) وتصف الذين آمنوا بأنهم كانوا قلبا واحدا ونفسا واحدة". وشدد على أن "السبب الأهم الذي يمنعنا عن الوحدة هو نقص المحبة فيما بيننا، فالمحبة هي أصعب الوصايا وكثيرون يتخذونها شعارا لهم لكنهم لا يطبقونها ولا يمارسوها، النقص في المحبة يولد سوء التفاهم ، فلا نستطيع أن نفهم بعضنا إذا لم تكن فينا المحبة، وهو يعني أننا لا نحترم بعضنا وأننا بعيدون عن الحقيقة، والحقيقة لا توجد إلا في المحبة".

واعتبر درويش أنه "لذلك نعرف أن الانشقاق في الكنيسة سببه قلة المحبة بين المسيحيين وبين الطوائف وبين الكنائس، فكل فئة تدعي أنها تملك الحقيقة"، مشيراً الى أن "الانشقاق في الكنيسة سببه غياب الحياة الروحية، نحن نصلي كثيرا لكن حياتنا الروحية ضعيفة ولأننا نجهل كلمة الله ولا نعرف أن صلاتنا يجب أن تتوجه لمجد الله وليس لمجدنا أو منفعتنا."

وختم درويش معايداً الجميع بعيد " ابو الرهبان ".