لفت ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ في كلمة القاها في جلسة افتتاح مؤتمر الازهر العالمي لنصرة ​القدس​ الى أنه "تاريخياً كل شيء مبرمج في ​إسرائيل​ ولم يكن انتهازيا أو وليد الصدفة، فقد تهيأت ولادة دولة إسرائيل على مدى ستين سنة أي من سنة 1887 إلى سنة 1947 وكان احتلال مدينة القدس بكاملها سنة 1967 أي بعد ولادة إسرائيل بعشرين سنة (1947-1967)"، مشيرا الى أنه " وبعد خمسين سنة كان القرار الأميركي، المخالف لجميع قرارات ​مجلس الأمن​ ومنظمة ​الأمم المتحدة​، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".

واشار الى أن " نصرة القدس تشمل هوية القدس بكليتها أي بوجوهها الدينية والثقافية وبمؤسساتها التربوية والاستشفائية ودور العبادة"، مضيفا: "كلها تجعل منها كنزا للبشرية جمعاء لما تحتوي عليه من تراثات خاصة بكل الديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية و​المسيحية​ و​الإسلام​، وهذه المدينة المقدسة هي عاصمتهم الروحية، بمن فيهم السياح الآتون إليها"، ومؤكدا أن "نصرة القدس تشمل أيضا حل المعضلة السياسية القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثلما بدأت في مؤتمر مدريد سنة 1991 وتوابعه، وقد نشأ عنها آنذاك بريق أمل بالسلام، كما وحل النزاع بشأن الأرض من دون فصل القدس عن واقعها الوحيد كجزء من التراث العالمي. ولهذا السبب كانت مطالبة الكرسي الرسولي منذ سنة 1947 بأن تحمى القدس بنظام مضمون دوليا بمفاهيم ثلاثة: المحافظة على ميزاتها التاريخية والمادية والدينية والثقافية، المساواة في الحقوق وفي المعاطاة مع أتباع الديانات الثلاث، في إطار حرية النشاطات الدينية والثقافية والمدنية والاقتصادية، حماية الأماكن المقدسة الموجودة في المدينة والعبادة فيها والوصول إليها سواء من قبل السكان أم من السياح، أأتوها من الأراضي المقدسة أم من أي بلد في العالم".

وشدد الراعي على "َضرورة الصلاة والصلاة معا من أجل السلام ومن أجل القدس، فالله هو سيد التاريخ، كما والتضامن الداخلي والعمل معا وعدم السماح لأي كان بزرع التفرقة بين العرب، قيادات وشعوبا، وعدم استئثار أي دين أو أية قيادة بمدينة القدس"، لافتا الى "ضرورة تكثيف الحضور الديمغرافي بتأسيس العائلات، والثقافي والجغرافي بالمحافظة على الأرض وملكيتها، وعدم الهجرة"، ومؤكدا على "َضرورة تغذية روح الانتماء بالتنشئة على حب القدس في العائلات والمدارس والجامعات، وفي المساجد والكنائس، كما وعلى استعمال ذكي ومبرمج للإعلام الداخلي والخارجي، بحسب خطة مرسومة واضحة الأهداف، والتعامل مع الموضوع بنهج علمي قائم على العمل بعيدا عن المزايدات، وعلى الاستعانة بأخصائيين بعلم "الاستقطاب" (Lobbying) والكل بالروح العلمية والمثابرة والموضوعية والنفس الطويل".