شدَّد العلامة السيّد ​علي فضل الله​ على اعتماد ​سياسة​ مدّ الجسور، بدلاً من التركيز على الخلافات، مشيراً إلى أنَّ مشكلتنا أننا لا نحسن إدارة خلافاتنا. وقال: "مسؤوليتنا جميعاً في هذه الحياة أن نقف مع ذاتنا ومع أعمالنا، لنرى ماذا أعددنا لليوم الآخر ولهذه اللحظة التي سنغادر بها هذه الحياة ونترك كلّ ما نملك"، لافتاً إلى أنَّ ​الإسلام​ شدَّد على ضرورة أن تكون كلماتنا ومواقفنا وسلوكنا ذخراً للآخرة.

وأشار إلى أنَّ مشكلتنا في هذا الشرق أننا لا نحسن إدارة خلافاتنا، فنحول أيّ اختلاف على المستوى السياسيّ أو الحزبيّ أو الطائفيّ أو الدينيّ أو المذهبيّ إلى مادة سريعة الاشتعال، سرعان ما تؤدي إلى الفتن والحروب وشدّ العصبيات.

ودعا إلى اعتماد سياسة مد الجسور والتواصل، والتركيز على ما يجمعنا من النقاط المشتركة، بدلاً من التركيز على ما نختلف عليه، وإلا لن نستطيع أن نبني مجتمعاً متماسكاً أو وطناً قادراً على مواجهة التحديات، ولا سيَّما أنَّ التجارب في هذا البلد أثبتت أنه لا يمكن لفئة أو حزب أو طائفة أن تعيش بمفردها أو أن تحقق مصالحها بذلك.

ودعا سماحته إلى التواصل والمحبة، لأنهما عنوان كلّ الرسالات، ف​الديانات​ لم تأتِ لتزرع الأحقاد والضغائن، بل لتزرع الحب والمودة في القلوب التي تنعكس على العقول والحياة. ولكن، مع الأسف، تحول الدين لدى البعض إلى وسيلة لاستثارة الأحقاد التاريخية وتفعليها في الحاضر وحتى في المستقبل. وأضاف: "لقد كانت مشكلتنا، وستبقى، في هذا الوطن وفي هذا العالم، أنَّ الذين يتحكَّمون بالقرار لا تنبض قلوبهم بالمحبة للناس، ولا يعيشون الهمّ تجاه مشاكل الناس وهمومهم ومعاناتهم".