أكد مدير ​المركز الكاثوليكي للاعلام​ الأب ​عبدو أبو كسم​، في كلمة القاها في مؤتمر الازهر لنصرة ​القدس​ أن "أي موقف تتخذه الكنيسة من وسائل الاعلام لا يتخطى دائرة الرقابة، فإنه ليس الموقف الكافي والملائم، وبناء عليه تجد الكنيسة نفسها معنية بتوظيف وسائل الاعلام في سبيل العدالة والسلام، وإظهار الحقيقة وتبني الدفاع عن قضايا الحق والضعفاء والمستضعفين، ولذلك فهي تحث أبناءها على اتحاد أعمق في عمل الاعلام وتضافر أوثق مع أبناء سائر الأديان في هذا العمل"، لافتا الى أن "هذا التوظيف يأتي ثمرة خطة علمية ينتجها حوار نزيه ومسؤول، كحوار هذا المؤتمر، حوار يضع المبادئ الأساسية للخطة كما يضع آليات تطبيقها، والقدرات الفكرية والتقنية والمادية لهذا التطبيق"، وأضاف: "الخطة المقترحة تنقسم الى، مبادرات عملية قريبة الأمد وإلى أخرى بعيدة الأمد"، مشيرا الى أن "المبادرات القريبة الأمد، تتعلق بتفعيل القائم المتداول في وسائل الاعلام العاملة في عالمنا العربي، وأبرزها إعداد برامج إعلامية خاصة ب​مدينة القدس​ تاريخا وهوية، تتنوع بين أفلام وثائقية ومقابلات إذاعية ومكتوبة، إطلاق لقاء مفتوح forum على وسائل التواصل الاجتماعي حول القدس، يتبادل فيه من يلتقون الآراء وآخر المستجدات على الساحة المقدسية، إقامة أيام إعلامية دورية في مختلف وسائل الاعلام، إقامة أيام صلاة دورية لنصرة القدس، تنقل عبر وسائل الإعلام، إقامة مؤتمرات إقليمية ودولية تجمع إعلاميين من كل أنحاء العالم حول قضية القدس، إعتماد نصوص إعلامية حول القدس توزع في ​المؤسسات التربوية​ ودور العبادة ​المسيحية​ والإسلامية، وفي سائر مواقع المجتمع والرأي العام، إطلاق مسابقات إقليمية ودولية حول القدس في مختلف قطاعات ​العلوم​ والآداب والفنون، خاصة في المدارس والجامعات، إعداد الإعلانات القصيرة "spots Publicitaires" حول القدس ونشرها في مختلف المحطات التلفزيونية، العربية منها والأجنبية، إدخال مادة "القدس" في مناهجنا المدرسية التربوية، في عالمنا العربي"، مشيرا الى أن "كل هذه المقترحات تصب في خانة واحدة إسمها "القدس قضية عربية ودولية مستدامة".

واضاف: "أما المبادرات البعيدة المدى فأبرزها التواصل مع وسائل الاعلام الغربية واختراق السيطرة الصهيونية عليها، وخلق قوة إعلامية عربية ضاغطة على الرأي العام الغربي ومواقع القرار في دوله بغية تأديبه خدمة للحقيقة، تولي الملحقين الثقافيين في السفارات العربية، مجمل الأنشطة المتصلة بقضية القدس لدى الدول التي يتواجدون فيها، وتزويدهم بالنتاج الإعلامي المتعلق بالقدس لنشره".

واقترح ابو كسم "تأسيس "لقاء القدس الإعلامي" ليضم إعلاميين مسيحيين ومسلمين من العالمين العربي والغربي، يعملون على وضع الأطر النظامية لترجمة هذه التطلعات، وتوزيع المسؤوليات على مستويات التخطيط والتمويل والتطبيق".

واكد على "ضخامة أعباء الاضطلاع بها، وعلى كونها ضرورية في هذه اللحظة التاريخية التي تهدد القدس، وعلى أنها تشكل، برأي الكنيسة، أحد أهم السبل الكفيلة بصنع السلام من خلال المحافظة على القدس تاريخا وهوية".