من المقرر أن تباشر ​اسرائيل​ اقامة الجدار الاسمنتي والالكتروني أواخر الشهر الجاري، فيما ​لبنان​ يرفض ذلك لأنه سيقام على اراض متنازع عليها مع تل أبيب عقب ترسيم ​الخط الأزرق​ في شهر أيار من العام 2000.

في هذا السياق، تؤكد مصادر أمنية لبنانية، لـ"النشرة"، أن الموضوع مدار متابعة من قبل ​الجيش اللبناني​، الذي أثاره مع قيادة قوات ​اليونيفل​، والتي طلبت بدورها من الجانب الإسرائيلي عدم الشروع في أعمال البناء لأن الجدار سيخلق توتراً دائماً، لافتة إلى أن هناك تخوفاً دولياً من أن يتولى الجيش اللبناني الردّ على الجنود الإسرائيليين خلال بناء الجدار، لا سيما بعد أن أعلن قائد الجيش العماد جوزيف الإستعداد لمواجهة أي عدوان اسرائيلي.

على هذا الصعيد، أنجزت تل أبيب 40% من الجدار في نقاط مقابلة لبلدة العديسة، عندما أنهت الجرافات اقامة خندق الجدار وخراسانته من الباطون والحديد المسلح تمهيداً لبدء البناء، لكنها تخشى اليوم الردّ اللبناني: هل سيكون على غرار تصدّي الجيش لاقتلاع اسرائيل شجرة العديسة في العام 2007؟.

إنطلاقاً من ذلك، تشير المصادر إلى أن اسرائيل باتت تخشى رداً مشابها، خصوصاً أن كلام قائد الجيش أربكها وحولها إلى عاجزة عن البدء في العمليّة، وحسب مصادر مراقبة فإن عمليّة البناء ستتأخر إلى ما بعد انعقاد اللقاء الثلاثي، اللبناني- الإسرائيلي و​اليونيفيل​، المقبل في الناقورة.

هذا الموضوع أثاره رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ من طهران، في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، محذراً إسرائيل من إقامة الجدار على الحدود اللبنانية ضمن الأراضي المتنازع عليها، وحسب معلومات جديدة، من مصادر أمنية لـ"النشرة"، فإن إسرائيل استكملت خرائط الجدار، الذي يمتد من رأس الناقورة غرباً إلى مستعمرة المطلّة، المقابلة لبلدتي كفركلا والعديسة الحدوديتين، وانطلاقاً نحو جبل الشيخ ومزارع شبعا، مشيرة إلى انه سيكون في مناطق اسمنتياً بينما في أخرى سيكون الكترونياً تعلوه كاميرات وأبراج مراقبة، وفي مناطق أخرى ستقام فُتحات تُسد بالعوائق الحديدية والأسلاك الشائكة، وفق المقتضى الجغرافي للحدود وطبيعته، وهو سيكون مشابهاً للجدار الذي بنته اسرائيل في سيناء المصرية، بحجة منع التسلّل الى أراضيها لطلب اللجوء أو العمل، انما في لبنان الهدف هو منع التسلل وعملية اطلاق النار والصواريخ على مستعمراتها، وهي لجأت الى اقامة مقطع من هذا الجدار مقابل بوابة فاطمة في العام 2012، لكنه لم يف بالغرض وتحول الى جدار لكتابة الشعارات من الجانب اللبناني، ومحطة للاعتصامات التضامنية مع ​القدس​ وفلسطين.

على هذا الصعيد، يشيد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​ياسين جابر​، في حديث لـ"النشرة"، بموقف الجيش اللبناني الواضح والصريح من هذا الملف، مؤكداً أن بناء ​الجدار الاسرائيلي​ انتهاك للسيادة اللبنانية وخرق للقرار الدولي 1701 وتحدٍّ للارادة الدولية التي تمثلها قوات اليونيفل.

ويشدد على أن المعركة مع إسرائيل مفتوحة ولن تنتهي، مشيراً إلى أنها تحاول ارسال رسائل متعددة الأهداف، لافتاً إلى أن "الجنوب اليوم واحة أمان بفضل معادلة الردع التي فرضها الجيش والمقاومة، ومن هنا نرى أن الجنوبيين يبادرون إلى تشييد الابنية على مقربة من الحدود الدولية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وهو تحد بطولي يندرج في اطار المقاومة".