اعتبر سفير ​لبنان​ السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ أن توقيت شنّ تركيا معركة "غصن الزيتون" التي تستهدف حاليا منطقة ​عفرين​ الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، "ليس مستغربا على الاطلاق باعتبار أن العملية بدأت بعيد انتهاء الحرب على "داعش"، لافتا الى ان ا"لنية التركية لطالما كانت موجودة وقد عبّرت عنها أكثر من مرة بتصريحات مسؤوليها، الا انّه لم يكن من الممكن شن الحملة قبل الانتهاء من ملف "داعش" خاصة وأن الأكراد لعبوا دورا أساسيا، بتدريب وتسليح من الأميركيين، لمواجهة التنظيم الارهابي".

وأشار طبارة في حديث لـ"النشرة" الى ان ما تسعى اليه أنقرة حاليا "منطقة منزوعة السلاح تمتد على عمق 30 كلم على طول الحدود مع ​سوريا​، لكن المعضلة الاساسية هنا تكمن بالموقف الاميركي مما يحصل، باعتبار ان واشنطن استخدمت الأكراد في كل معاركها في الشمال السوري، وبالتالي من المستبعد أن تتخلى عنهم بكل بساطة". واضاف: "نشعر وكأن هناك ضياعا أميركيا في التعامل مع الملف في الوقت الحالي، على ان يتبلور موقف واشنطن في الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن لبحث ملف عفرين".

توقيف الهجوم؟!

واعتبر طبارة ان "المواجهة قد تكون محصورة بين واشنطن وأنقرة باعتبار أن الروس لا يجدون أنفسهم معنيين كثيرا بالوضع في منطقة عفرين ومحيطها، فكل ما يعنيهم "سوريا المفيدة" التي أمنوا معظمها وهم حاليا يقومون بـ"عمليات تنظيف" في ادلب لتأمين حماية ​قاعدة حميميم​". وقال: "أما الايرانيين والسوريين، فلا شك غير راضين عما يحصل على الحدود الشمالية، لكنّهم بالوقت عينه غير قادرين على ايقاف العملية".

وشدّد طبارة على ان "​الولايات المتحدة الأميركية​ وحدها قادرة على التأثير على حملة "غصن الزيتون" وحتى وقفها، ونرجح ان يتبلور اعتراضها على ما يحصل تباعا خاصة وان الأتراك لا يحصرون عملياتهم في عفرين بل يتحدثون عن أنّها ستطال طول الحدود السورية–التركية".

واشنطن تراوغ وموسكو مستعجلة

ورأى طبارة أنّه "لم يحن وقت حسم موضوع الملف الكردي، وان كان موجودا على طاولة البحث منذ فترة"، لافتا الى "هذا الملف مرتبط مباشرة بالوصول لحل نهائي للأزمة السورية، وهذا متوقف على تفاهم أميركي-روسي لم يتبلور بعد". وأضاف: "وحده الاتفاق على نوع الحكم في سوريا من شأنه ان يحدد مصير الملف الكردي، ونرجح ان ننتهي الى اتفاق يرضي أنقرة ولا يُزعج باقي الفرقاء".

وردا على سؤال، اعتبر طبارة ان اصرار الروس على عقد مؤتمر سوتشي نهاية الشهر الجاري رغم اعلان أطراف متعددة عدم المشاركة فيه، هدفه "حفظ ماء وجهها، خاصة ان المعلومات تشير الى انّه سيقتصر على يوم واحد فقط". وقال: "كما تسعى موسكو من خلال هذا المؤتمر لدفع واشنطن لحسم أمرها في جنيف، باعتبار ان الروس غير قادرين على مجاراة حرب طويلة في سوريا واقتصادهم نصفه تقريبا منهار وهم على أبواب انتخابات رئاسية". وأضاف: "بالمقابل، نعتقد ان ​اميركا​ تتقصد المراوغة وهو ما بدا جليا مؤخرا باستخدام طائرات درون باستهداف قاعدة حميميم".

المنظومة الحالية باقية

كذلك تناول طبارة الملف اللبناني، فاستبعد تماما ان تفضي الانتخابات النيابية الى "تغيير جذري بطريقة الحكم"، لافتا الى ان "المنظومة السياسية الحالية ستبقى ممسكة بالبلد وان تحققت بعض الخروقات نتيجة ​قانون الانتخاب​ النسبي".

واعتبر طبّارة ان التحالفات القائمة حاليا، والتي قد تبدو مستغربة للبعض، هي خطة للابقاء على المنظومة الحالية بعد الانتخابات النيابية. وأضاف: "ان يخسر هذا الفريق 4 نواب ويربح الآخر 5، لن يغير لا في نظام الحكم ولا في طريقة ادارة البلد".