أكدت رئيسة "​الكتلة الشعبية​" ​ميريام سكاف​ "اننا لدى صدور القانون رحبنا بمبدأ دخول ​لبنان​ النظام النسبي واعتبرنا ان مجرد اقرار هذا القانون وطي صفحة "الستين" هو انجاز بحد ذاته ولا زلنا عند هذه القناعة لكن كلما تعمقنا اكثر في النسبية الهجينة التي اتبعتها السلطة كلما زادت قناعتنا انهم ارادوا من خلالها تعزيز الغرائز الطائفية"، لافتة إلى أن "الناخب في نهاية المطاف سيعود بموجب الصوت التفضيلي الى قضائه وزعيمه ومرشحه من ذات اللون الطائفي ليلتف حوله وهذا ما يُفقد النسبية تنوعها على امتداد الوطن".

وفي حديث مع "النشرة"، أوضحت سكاف أنه "لناحية كون القانون منصفاً، فلن يكون كذلك على الاطلاق والعبارة التي تليق به انه قانون الحيرة و"المتاهة" وبالتعبير الدارج هو قانون "الدويخة" والمنافسة حتى ضمن اللائحة الواحدة"، متسائلة "كيف ستتأمن العدالة والانصاف إذا كان عدد كبير من الوزراء هم من المرشحين للانتخابات؟ ألن يستخدم الوزراء مقدراتهم الخدماتية لوضعها في خدمة برامجهم الانتخابية"؟، ومضيفة "كما انه من شأن هذا القانون ان يضرب حرية الناخب في الاختيار لأنه يحصر خياراته ويجبره على التصويت للائحة "زي ما هي" ولا يمنحه حق الامتناع على مبدأ "take it or leave it".

لائحة مكتملة

ورداً على سؤال حول التحالفات الممكنة، كشفت سكاف أنه "على الاغلب سنخوض الانتخابات بلائحة منفصلة ومكتملة"، مشيرة إلى أن "لائحة أسماء المرشحين بدأت نواتها تظهر وسنتحالف مع كل من ينسجم ومبادئنا".

وأوضحت سكاف أن "برنامجنا الانتخابي هو الخط الذي سارت عليه الكتلة الشعبية والذي لا يتبدل بظرف انتخابي فما نشأنا عليه نمارسه بالأمس واليوم وغدا، وليس من الطبيعي ان نهاجم الفساد والمفسدين ثم نشبك ايدينا معهم في الموسم الانتخابي"، مشددة على "انها مسألة مبدأ ونهج وخط لا يتغير، ولن يحترمنا الناخب اذا ما ضممنا على لائحتنا بعض من الاسماء والشخصيات التي سبق وان تواجهنا معها في الكثير من المعارك لمصلحة مدينتا".

طلب سعودي؟

وبما يخص ما أشيع في الآونة الأخيرة عن لقاء جمعها بالسفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب وبنائب الامين العام ل​حزب الله​ الشيخ نعيم قاسم، رأت سكاف أنه "حبذا لو أن الصحافة كانت قد اخذت رأينا قبل نشر وتبنّي اي خبر، فانا كأي مكوّن انتخابي أجري لقاءات كما الاخرين وهي لقاءات متنوعة وموسعة، أما ان يُنقل كلام عن هذه اللقاءات تجزم وتحسم وتؤكد وتنسب حرفيا فهذا ما لا يطابق الواقع"، موضحة أن "لقاءاتي لا تهدأ مع الناس وأهالي القرى ثم مع العديد من المكونات السياسية اما مضمون هذه اللقاءات فلا يُفتي بأمرها تحليل او توقعات، وأحب أن أعيد التأكيد ان آل سكاف والكتلة الشعبية لهم تاريخ طويل في عدم الاذعان وتلقي البلاغات والاملاءات"، متسائلة "هل اذا اعترضنا على اسم مرشح فاسد سنُصنف في خانة العداء لهذه الجهة او تلك؟ هذه معركة نخوضها تحت سقف ديمقراطي ولنا كل الحرية في ابداء رأينا تجاه شخصيات لا تجمعنا بها أية مبادئ".

وبموضوع النصيحة ​السعودية​ لسكاف بالابتعاد عن حزب الله، أشارت سكاف إلى "انني اكتفي بنفي ما ورد في بعض الصحف، وكل ما اشيع عن طلب سعودي هو من نسج خيال كاتبه فلست انا من يسمح بالانصياع وليس هناك في المقابل من طلب او أمر او حتى تمنّى".

وعمّا أشيع حول شروط قدمتها مريام سكاف لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​، أوضحت سكاف أنه "هنا ذهبت أيضاً بعض وسائل الاعلام الى تبني سيناريوهات لم تحدث، فالأمر ببساطة ان الكتلة الشعبية تطالب بان يتم تقدير حجمها وتمثيلها على مستوى المدينة والقضاء، فنحن وان كنا خارج السلطة اليوم لكننا رقم صعب وله حضور وازن ونتمنى ان يتم التعاطي معنا وفقا ً لما نمثله وما تقوله الارقام على الارض".

استفحال ​أزمة النفايات

بعيداً عن الإنتخابات، تطرّقت سكاف إلى أزمة النفايات، معتبرة أن "هذه الأزمة ليست وليدة شاطئ او نهر او مستنقع، هي ازمة بلغت عامها الرابع من دون حل، وكأن هناك مافيا مستحكمة لهذا الملف وليس من مصلحتها الوصول الى خاتمة له، او انها اذا وصلت الى حل سيكون بالتحاصص"، معربة عن استغرابها من أخذ هذه الازمة "مادة ً للتراشق من دون ان نقدم حلولا لها. فلماذا لا يلجأون الى حلول سبق واختبرناها في مدننا، ففي زحلة مثلاً عمل ​ايلي سكاف​ منذ 18 عاما على معالجة هذه المعضلة عبر تشغيل معمل فرز النفايات في المدينة وتلزيمه الى الشركات دوريا ًمع اعطاء دور فاعل للبلدية التي تولت الاشراف حيث بات المعمل يستوعب نفايات اكثر من 25 بلدة في القضاء".

ورأت سكاف أن "الخلافات اليوم هي سياسية ولمصالح خاصة وغير تقنية ولو اردنا ان نجد الحلول لاخترعناها، فلا يُعقل ان تطمرنا النفايات كل هذه السنوات من دون ان نكون قادرين على اجتراح الحلول وعلى اقل تقدير فلنجأ الى اعطاء دور للبلديات وكل بلدية تعالج نفاياتها بعد ان نكون قد زودناها بالاموال المخصصة لها من موازنة البلديات"، مشددة على أنه "اليوم علينا جميعا ان نكون شركاء في الحل إذا كنا نتمتع بحس المسؤولية سواء كنا في السلطة ام خارجها، ولا نعتقد ان الوقت الان متاح للمتاجرة في "النفايات" فالاغلب ان النفايات لا تصنع سياسيين بل يمكن للسياسيين ان يتحولوا الى "زبالة" متى تركوا شعبهم وشبابهم يموت من التلوث وتضربه الامراض الخبيثة".

الوطن ليس حملة انتخابية

ورداً على سؤال حول الخلافات المتكررة بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، رأت سكاف أن "الأزمة هي فقدان الكيمياء والتي لن نستطيع ان نقدم حيالها او نؤخر"، مستدركة بالقول "لكن كما انسجمت الكيمياء بين عون وبري خلال مرحلة عصيبة من الوطن عندما احتجز رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض نتمنى ان تنسجم ايضا وتتوحد حيال قضايا تخص المواطنين الذين هم اليوم حبساء هذا الخلاف".

واعتبرت سكاف أن "هذه الخلافات قد تجني ثمارها عند جمهور الجانبين ويتم استمثارها استعدادا للانتخابات النيابية لكن الوطن ليس "حملة انتخابية" ويستحق منا التضحيات والتنازل والاعتراف بما اسسه لنا الدستور".