أشار رئيس أساقفة ​بيروت​ المطران ​​بولس مطر​ إلى أننا "فوجئنا نحن اللبنانيين بعد قبولنا الوفاق الوطني، الذي وضع حداً للحرب في بلادنا، بعودة غير منتظرة للعنف مع الإنفجار المريب الذي حصل على أبواب بيروت وأسقط الوزير السابق ​إيلي حبيقة​ ورفاقه، مسقطاً معه البلاد في دوامات من العنف البغيض وشرع لبنان وكل الشرق أمام هذا الجحيم".

وفي عظته في قداس في ذكرى اغتيال الوزير السابق إيلي حبيقة ورفاقه في كنيسة قلب يسوع الأقدس في بدارو، رأى أن "اليوم هناك فرصة ثمينة للنهوض بلبنان وإعادته إلى منظومة العالم تتمثل بإنتخاب رئيس للجمهورية ضامن للجميع بشخص ​الرئيس ميشال عون​".

وشدد على أنه "في هذا الظرف لم يعد هناك من سبب لعدم إرساء السلام في لبنان"، مشيراً إلى أن "ما ننتظره هو توحيد الإرادات كلها واتخاذ القررات لجمع الشمل حول قضايا الوطنية"، لافتاً إلى أن "هناك فرصة لتحقيق الإستقلال الحقيقي وتكوين الدولة".

ودعا إلى "عدم تفويت هذه الفرصة والتصرف على أساس أن لنا وطن واحد ليس لنا سواه".

على صعيد متصل، لفت إلى أننا "نصنع معا في هذا القداس التذكار السنوي السادس عشر لغياب وجه الوزير حبيقة ورفاقه الأعزاء، ونرفع الصلاة إلى الله سائلين أن يرحم نفوسهم في ملكوته وأن يشمل معهم برحمته الواسعة جميع شهداء لبنان وكل الضحايا من أبنائه وبناته الأعزاء راجين أن تكون دماؤهم الذكية فداء وقيامة للبنان".

ورأى أن "المنطقة تسير عكس التاريخ، ونُصدم عندما نفاجأ بالحروب والنزاعات التي تشتعل ضمن القومية الواحدة والدين الواحد والوطن الواحد"، معتبراً أن "هذه الجريمة كانت مؤشراً على غرق المنطقة بأسرها في بحر العنف القاتل وهذا ما أثبتته الأحداث التالية"، لافتاً إلى أن "حبيقة كان ابن بيئته ودخل الحرب مع جيل من رفاقه الشباب، لكن هذا الرجل، الذي كان يختزن في ذاته طاقة كبيرة، إستطاع الإنتقال من الحرب إلى السلام"، مشدداً على أن "الحرب لم تمكن وسيلة عيش بالنسبة له، فحاول أن يخرج منها وأن يخرج البلاد من هذه المأساة الرهيبة ولو أنه لم يوفق ربما لأن الظروف لم تكن مناسبة".

وأضاف: "تحمل مسؤوليات البلاد بعد ​إتفاق الطائف​ وكان من رجل الخدمة والانجازات، ما يدل على أن أمثاله من الشباب اللبنانيين كانوا قادرين على أخذ بلادهم نحو أفضل".