اشار مصدر سياسي ​لبنان​ي مواكب لأزمة الرئاستين لـ"القبس" الكويتية، الى انه "يبدو أننا دخلنا في مرحلة تكسير الرؤوس"، مضيفاً أن مسار الأزمة المتصاعدة بين رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي على خلفية منح سنة أقدمية لضباط دورة عون (1994) من دون توقيع وزير المال، بلغ ذروته وستطول تردداته كل الملفات السياسية وصولاً الى مرحلة الاستحقاق الانتخابي.

وربط المصدر كلام الوزير ​جبران باسيل​ في الشريط المسرب – والذي لا يفاجئ الا من يجهل طبيعة الطبقة السياسية – برسائل مباشرة وصلته من قيادة ​حزب الله​ خلال لقائه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب ​وفيق صفا​. وشرح المصدر ان ما حاول باسيل تسويقه إثر لقائه صفا من انه "واهم من يحاول خلق فتنة بين ​التيار الوطني الحر​ وحزب الله"، لم يرضِ حزب الله، الذي اعتبر ان مثل هذا الكلام يفاقم الازمة ولا يحلها لما يتضمنه من غمز من قناة الرئيس ​نبيه بري​.

ولفت المصدر إلى ان حزب الله نأى بنفسه عن أزمة الرئاستين منذ البداية مفسحا في المجال لوساطات باءت كلها بالفشل. لكنه مرر رسائل عدة لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بأن الرئيس بري هو خط أحمر، كان آخرها ما أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله ​الشيخ نعيم قاسم​ بأن "الحزب سيتحالف مع ​حركة أمل​ في كل لبنان من دون استثناء، وهناك عمل كبير سيكون بين حزب الله و​حركة امل​"، الا ان هذه الاشارات قوبلت بتصلب من الرئيس عون وتياره في موضوع المرسوم.

وختم المصدر ان حزب الله يتفهم موقف الرئيس بري من أزمة المرسوم ومن أي خلاف دستوري وسياسي، لأن بري يمثل "الشيعية اللبنانية"، او الوجدان الشيعي اللبناني داخل مؤسسات الدولة اللبنانية وفي توازناتها الداخلية. هذا فيما يضع حزب الله نفسه وفائض قوته في موضع متعال على هذه التوازنات أقله ظاهرا، باعتباره القوة الشيعية الإقليمية الضاربة التي يتجاوز حضورها لبنان. لكن ذلك لا يلغي قط التداخل والتكافل الكبيرين بين الجمهورين الشيعيين اللذين يمكن اعتبارهما جمهورا واحدا مزدوج الرأس.