سأل متابعون للازمة بين رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ عبر صحيفة "الجمهورية" "لماذا لم يتدخّل "​حزب الله​" هذه المرّة بين الحليفَين؟ وما علاقة النزاع الدائر ب​الانتخابات​؟"، موضحين أن "الاحتمالُ الأول هو تطيير الاستحقاق المقرَّر في ​6 أيار​ المقبل، فتفجير النزاع السياسي على مداه، مع ما يرافقه من أجواء مشحونة، ربما يبرِّر ذلك. ويمكن أن ينشأَ تقاطعٌ بين عدد من القوى النافذة في هذا الشأن، وأبرزها صاحب الكلمة الأقوى، "حزب الله".

وأشار المتبابعون إلى أن "التيار الوطني الحر" ليس متحمّساً لانتخابات تؤدّي إلى خسارته الكتلة النيابية الفضفاضة التي استطاع تشكيلها في ظلّ ​قانون الانتخاب​ الأكثري وبدعم "حزب الله"، والتي ستتقلّص حتماً بتأثير القانون الحالي وكذلك، يفضّل رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ إبعادَ كأس الانتخابات بالنظام النسبي الذي لم يستطع الهرب منه، فكتلةُ رئيس الحكومة ستتقلّص كثيراً في الانتخابات المقبلة وهو يدرك ذلك ويسلّم بالأمر على مضض"، لافتين إلى انه "يبقى أن يقرِّر "حزب الله" إذا كان يريد الانتخابات في 6 أيار أو في موعد لاحق. ففي أيِّ حال، سيربح الحزب وحركة "أمل" غالبيةً ساحقةً من المقاعد الشيعية، وكثيراً من المقاعد في الطوائف الأخرى وأما التأجيل، فقد يختاره الحزب لغايات أخرى باتت متداوَلة في عدد من الأوساط".

ولفت المتابعون إلى أنه "قد يجد "حزب الله" مصلحة في التمديد للمجلس الحالي بضعة أشهر لتنتهيَ ولاية المجلس المنتظر في خريف 2022، فيتمكّن عندئذٍ من انتخاب رئيس الجمهورية الذي يخلف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، فهذا المجلس ستكون غالبيّته داعمة لـ"حزب الله"، والأفضل أن يتولّى انتخابَ خلفٍ لعون، فإذا انتهت ولاية المجلس في ربيع 2022، سيكون على المجلس الذي يليه انتخاب الرئيس المقبل، وليس مضموناً ما ستحمله التحوّلات السياسية إلى ​لبنان​ في ذلك الوقت، ولا ستكون مضمونة غالبيته لمصلحة الحزب".

واعتبر المتابعون أنه "إذا اعتمد "حزب الله" هذا الخيار، فمن المرجّح أنه سيدعم تأجيلَ الانتخابات المقرَّرة في 6 أيار المقبل، ولن يعترض على الأمر أيٌّ من التيارَين الأزرق والبرتقالي، ولا طبعاً رئيس "​اللقاء الديمقراطي​" النائب ​وليد جنبلاط​. وفي هذه الحال، يكون مقصوداً أن يُترَك النزاعُ الدائر اليوم للتصاعد أكثر فأكثر بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بكل تجلياته، لتبرير التأجيل".

وأشار المتابعون إلى أن "الاحتمال الثاني هو تحضير الأجواء لسيناريو اجتياح أكبر عدد ممكن من المقاعد ل​قوى 8 آذار​، أي لـ"حزب الله" وحلفائه، فالشحن السياسي - الطائفي - المذهبي، في التركيبة الطوائفية اللبنانية، عشية الانتخابات غالباً ما خلق تسونامي وحالة عون في انتخابات 2005 نموذج"، موضحين أن "وضعَ حركة "أمل" و"حزب الله" على المستوى الشعبي، في البيئة الشيعية، هو اليوم أفضل ممّا كان عليه أمس، فقد اشتدّ العصبُ الشيعي بقوة بعد المواجهة مع باسيل والمتردّدون ​الشيعة​ باتوا أكثرَ استعداداً للانجذاب إلى لوائح الثنائي في 6 أيار، إذا جرت الانتخابات. وفي الموازاة، شدّ التيار عصب الجمهور المسيحي ومن المثير أن يكون الرأيُ العام الشيعي والمسيحي قد ضربته الحمّى الطائفية والمذهبية، بعد أسابيع قليلة من الحمّى التي ضربت الرأيَ العام السنّي، تعاطفاً مع الحريري. وهكذا، فقد تساوت الطوائف كلها في الحمّى وتعالوا إلى انتخاباتٍ محمومة".