لفت الأمين العام السابق لإتحاد المحامين العرب، المحامي ​عمر زين​، في كلمة له خلال ندوة أقامها المنتدى القومي العربي لمناقشة كتاب "عصر المقاومة... صناعة النصر (1982-2017)" للكاتب والإعلامي ​حسن حردان​، في ذكرى مئوية الرئيس الراحل ​جمال عبد الناصر​، إلى أنّه "أن يُناقش كتاب "عصر المقاومة... صناعة النصر" تحت مظلة مئوية الزعيم الرئيس جمال عبد الناصر، هو بمثابة تقدير للمناسبة وفّرها المنتدى القومي العربي المقاوم والمناهض للإحتلال والطائفية والمذهبية والعنصرية و​الإرهاب​ والجهل و​الفقر​ و​البطالة​".

من جهته، أشار نائب رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" محمود القماطي، إلى أنّ "هذا الكتاب هو إنجاز مهمّ لأنّه يؤرخ لمرحلة مهمّة في تاريخ أمتنا والإنجازات المهمّة على مستوى الوطن وعلى مستوى ​فلسطين​ والأمة العربية والإسلامية، وبالتالي فيما ورد يركّز على نقطة مركزية هو مشروع المقاومة، عصر المقاومة، صناعة النصر"، منوّهاً إلى أنّ "الكاتب تكلّم بطريقة سردية تجمع بين السرد والتوثيق بنسبة ما لهذه المرحلة المهمّة الّتي ما نزال نعيش عصرها. ما نزال نعيش عصر الإنتصارات في مشروع المقاومة في ​لبنان​ وفلسطين والأمة برمتها".

وركّز القماطي، على أنّ "ما لفتني في هذا الإنجاز الّذي يحفظ ويؤرّخ لهذه المسيرة ولهذه الإنطلاقة ويركّز على أنّ خيار الأمة يجب أن يكون خيار المقاومة وهذا ما قد حصل. لفتني عندما ننطلق من عام 1982 الّذي هو الإجتياح الإسرائيلي وعندما نصل إلى عام 2000، يعني أنّ هناك 18 سنة، فأنا أستغرب بأنّ الكاتب مرّ عليه مرور الكرام، وركّز من الجزء الأول على الإنتصار عام 2000 هو أعطى المقاومة الإسلامية حقّها كثيراً من الإنتصار عام 2000، إلى الإنتصار عام 2006 والإنتصار في ​سوريا​"، مبيّناً أنّه "إذا نظرنا وسألنا أين ​المقاومة الفلسطينية​ من هذا القتال؟ أنا لم أجدها. وأين المقاومة الوطنية اللبنانية؟ أيضاً لم أجدها. الإجتياح كان لإنهاء نهج المقاومة في الوطن العربي لفرض مشروع استسلامي على العرب ولبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أنّ "طبعاً بالنسبة للمقاومة الوطنية اللبنانية، كنّا نتمنّى أن تذكر المقاومة الوطنية الّتي أطلقت شرارة المقاومة بعد الإجتياح لكي تكمل الطريق وتحقّق الإنتصارات فهذه المقاومة تراكمية، فهذه الأمة لم تترك"، مشدّداً على أنّ "المقاومة اليوم بخلفية إسلامية وبالأمس كانت بخلفية وطنية أو قومية أو بخلفية عربية أو ناصرية".

أمّا حردان، فركّز على أنّ "لا شك أنّ لكلّ قارئ وجهة نظر، وقد يقارب الأمور من زاوية معيّنة كونه يرى الأمور في الصورة الإجمالية، وأريد أن أشير إلى نقطة مهمّة وهي أّن الكتاب انطلق من فكرة أساسية وهي مرحلة الإجتياح الإسرائيلي وكيف نشأت مقاومة جديدة، وهذه النقطة الّتي تشكّل جوهر الكتاب"، موضحاً "أنّني لا أغفل بهذا المعنى بأنّه ليست هناك مقاومة عربية منذ أن نشأ الإستعمار على هذه الأرض العربية، ولكنّي كنت أردت أن أتحدث عن المقاومة الجديدة الّتي تشكّل من جميع الوجوه، رؤية وإستراتيجية جديدة لن نلحظها في المقاومة الفلسطينية في 1965 إلى 1982".

ونّوه إلى "أنّني أيضاً تحدّثت في الكتاب عن البعد القومي والإسلامي للمقاومة وقلنا أنّ العامل الذاتي للمقاومة في البداية والعامل الذاتي القومي ممثلاً بسوريا والعامل الذاتي الإسلامي ممثّلًا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنّه لولا توافر هذه العوامل وتضافرها لكان من الصعب على المقاومة أن تتمكّن خلال فترة زمنية أن تلحق الهزيمة بأقوى قوّة ب​الشرق الأوسط​ إسمها ​الجيش الإسرائيلي​"، مؤكّداً "أنّنا هنا نكرّر ونتحدّث عن نموذج المقاومة المماثل لتجربة المقاومة في ​فيتنام​ وتجربة المقاومة الجزائرية التي صنعت الانتصارات نتيجة وجود قيادة ثورية ومشروع للمقاومة".