سألت صحيفة "الخليج" الاماراتية "ما الغرابة في أن تتقاطر الوفود ال​إسرائيل​ية و​اليهود​ية الأميركية إلى ​الدوحة​، وتلتقي أميرها تميم بن حمد آل ثاني كي يطالبها بالدعم داخل الإدارة الأميركية في ما يخص ملفات الإرهاب، ومواجهة ​الدول العربية​ الأربع المقاطعة، ثم يمحضها وقوف قطر إلى جانب إسرائيل في ملفي ​القدس​، والمفاوضات؟".

واعتبرت "أنها ليست جديدة هذه العلاقات بين قطر وإسرائيل، أو بين قطر وجماعات اللوبي اليهودي في ​الولايات المتحدة​. فمنذ زمن طويل تمت حياكة هذه العلاقات، وقام أكثر من مسؤول إسرائيلي بزيارة رسمية إلى الدوحة تأكيداً للتطبيع المعلن بين الجانبين، وهناك مكاتب رسمية لهما في كل من ​تل أبيب​ والدوحة، في خروج مفضوح على الإجماع العربي باعتبار إسرائيل دولة معادية"، مشيرةً إلى أن "قافلة الذين زاروا الدوحة مؤخراً طويلة، وتضم رئيس "المنظمة الصهيونية الأميركية" مورتون كلاين، واجتماعه إلى تميم، بعد زيارات متتالية خلال الأسابيع القليلة الماضية لعدد من الشخصيات الأمريكية واليهودية للعاصمة القطرية، مثل ألين ديرشاتز، و​مايك هاكابي​، ومالكولم هونلالين (نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى)، وجاك روسن، (رئيس الكونجرس اليهودي الأمريكي)، والحاخام مناحيم جيناك (رئيس اتحاد اليهود الأرثوذوكس)، ومارتن اولنير رئيس منظمة (الصهيونيين المتدينين في أمريكا)، ودير شاوتز الناشط الأمريكي الداعم لإسرائيل".

وأشارت إلى أن "اللافت أن كل هؤلاء من أكبر داعمي ​الاستيطان​ اليهودي في القدس وفلسطين، ومن مؤيدي بنيامين نتانياهو الأشداء في الولايات المتحدة، وعبروا عن تأييدهم لقرار جعل القدس عاصمة لإسرائيل ومن الطبيعي أن تلتزم قطر الصمت إزاء هذه العلاقات المشبوهة، لأنها ليست جديدة في الأساس، ولأنها جزء من نهج قطري قديم لتعميم التطبيع مع العدو، وجعله عادياً من خلال محاولة ضرب الذاكرة العربية، وتشويه الوعي العربي، عبر ما دأبت عليه قناة "الجزيرة" القطرية منذ إنشائها ضمن برامج سياسية كانت تتعمد مشاركة مسؤولين إسرائيليين، سياسيين وعسكريين فيها، لتعويد المشاهد العربي على محاورة الآخر: العدو، وإدخاله إلى كل بيت عربي، وإظهاره بالمحاور المعتدل الذي يمكن أن يكون شريكاً في الرأي والموقف.

ثم، أن تكون قطر موئلاً للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وملاذاً لدعاة الفتنة والتكفير، ورافعي شعار تدمير الدول والأوطان، مثل جماعة الإخوان، ومصرفاً مفتوحاً لتمويل ما هبّ ودبّ من منظمات إرهابية في ​العراق​ و​سوريا​ ومصر و​ليبيا​ وتونس، وغيرها، ثم أن تكون محجّة لإسرائيليين، ويهود متطرفين الذين يأتونها من كل حدب وصوب، فكل هذا جزء من دورها الذي تنفذه بحرص واقتدار لضرب الوحدة الوطنية في الدول العربية، وتدمير مجتمعاتها، إذاً، لا غرابة، ولا عجب في كل ذلك، فهذه هي دوحة الحمَدين، شوكة في الخاصرة العربية".