أعرب وزير الثقافة ​غطاس خوري​ في كلمة له خلال مؤتمر صحفي تخلله عرض لخمس قطع اثرية فقدت من مستودعات المديرية العامة للاثار واستعيدت اليوم بعد ما يقارب من 37 عاما الى المتحف الوطني عن "سروره لهذا الانجاز اليوم"، مشيراً الى أنه "يسعدني أن نكون معا اليوم لكشف النقاب عن خمس قطع أثرية قيمة استعادها لبنان مؤخرا كانت قد فقدت من مستودعات المديرية العامة للآثار ونحن سعداء باسترجاعها لأخذ مكانها في أرجاء المتحف الوطني، ولا يسعني إلا أن أعبر عن خالص امتناني وشكري لكل من ساهم وساعد على استعادة هذه القطع التي وجدت في لبنان واوروبا والولايات المتحدة والشكر الخاص هنا الى السفارة الأميركية في لبنان بشخص السفيرة ريتشارد وطاقم عملها. ويعود الفضل باسترجاع هذه القطع الأثرية الى مكتب المدعي العام في مدينة نيويورك ومساعده الموجود معنا الكولونيل ماثيو بغدانوس الذي لم يدخر جهدا في هذا الصدد والذي لا يزال يعمل جاهدا في التحقيقات ذات الصلة. لقد تمكنا من خلال القضية التي شملت في البدء قطعة رأس الثور الاثرية من الكشف عن ثلاث قطع لأثرية منهوبة أخرى كانت موجودة في نيويورك".

ولفت الى "أنني أتوجه بالشكر الى الكولونيل بوغدانوس لالتزامه اللامتناهي في مكافحة الاتجار بالآثار والعمل الدؤوب الذي يقوم به للمحافظة على التراث في لبنان ودول أخرى في المنطقة. نود ان نشكر كل من ساهم من القطاع الخاص في التحقيقات والاجراءات التي أدت في نهاية المطاف الى استعادة هذه القطع الأثرية. ونشكر على وجه الخصوص، مكتب المحاماة "كليري غوتليب" الذين ساهموا مجانا بتمثيل لبنان في هذه القضية قناعة منهم بضرورة الحفاظ على التراث والمخزون التاريخي للدول، كما نعرب عن امتناننا الى المدير السابق والمدير التنفيذي لمتحف المتروبوليتان في نيويورك السيد توماس كامبل الذي تنبه الى أصول قطعة رأس الثور التي تعود الى لبنان وأبلغنا بذلك في شهر كانون الأول من العام 2016. وأشكر البروفيسور رولف ستوكي مجددا على قيامه بتوثيق كافة القطع التي عثر عليها خلال أعمال التنقيب في معبد أشمون والتي ساهمت في ضمان استعادة هذه القطع وغيرها".

وأكد خوري "أننا نرحب بحضور بعض الأشخاص ممن ساهموا في هذه القضية بيننا ونأمل ان تستمتعوا باقامتكم في لبنان وأن يتسنى لكم الاطلاع على تاريخه الغني. أتوجه بالشكر الجزيل لشريكنا المؤسسة الوطنية للتراث ولرعاة هذا الحدث: شركة طيران الشرق الاوسط وبنك SGBL وغيرهم لدعمهم المتواصل لوزارة الثقافة. وأود ان أعبر عن عرفاني بالجميل للفريق العامل وللعاملين في وزارة الخارجية والمغتربين وبالطبع أيضا لاولئك العاملين في وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار. أتمنى أن تحافظوا على التزامكم بهذا المتحف وبالحفاظ على الممتلكات الثقافية الوفيرة للبنان التي وفي الواقع انما هي ملك لعامة الناس. كما واننا جميعنا ملتزمون قدر المستطاع باسترداد العديد من القطع التي سرقت من لبنان خلال الحرب".

وشدد على أنه "في هذه المناسبة، اود التعبير مجددا عن التزامنا بحملة " تراثنا ليس للبيع " التي اطلقناها مؤخرا بالتعاون مع اليونسكو وان ادعو الافرقاء كافة في القطاعين العام والخاص لمؤازرتنا في جهودنا. ان الهدف من هذه الحملة انما يقضي في التصدي للاتجار غير المشروع بالآثار. ولهذا، اننا نشارك في حملات توعية ودورات تدريبية متعلقة بالجمارك وانفاذ القوانين للتمكن من اتمام عملنا بفعالية. وتجدر الاشارة الى انه ومؤخرا قد تم تفعيل مرسوم جديد يرمي الى الحث على تسجيل الآثار بما فيها المجموعات الاثرية الخاصة، عملا بما تنص عليه القوانين المرعية الاجراء والمعاهدات الدولية وذلك من اجل توفير الفرصة للعامة للمشاركة في حماية وتوثيق تراثنا".

وطالب خوري المواطنين "الانضمام الينا من خلال تعاونهم معنا من اجل ضمان حق اطفالنا واولادنا في الاطلاع على تاريخ لبنان الغني والافتخار به. وفي معرض ختامي لهذه الكلمة، اود ان اتوقف عند ما لهذا المتحف من رمزية اذ يقع على ما كان يسمى "الخط الأخضر" ما بين الاطراف المتنازعة خلال السنوات الطويلة للحرب الاهلية، وانه شاهد على الفترات الابشع من تاريخنا ولكنه، هذا المتحف، يبقى ساميا اليوم ويواصل مهمته في الاثناء على تاريخنا الرائع والغني. اننا، وفي هذا الصدد، نتطلع الى استعادة المجموعات العائدة اليه، آملين ان تحمل ذاكرة لاخطاء الماضي وان تكون شعلة وقادة للتفاؤل بمستقبل أفضل في آن معا".