أكد بطريرك ​انطاكيا​ وسائر المشرق و​الاسكندرية​ وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي أن " التحدي الكبير اليومي هو أن نخرج من ذواتنا إلى الوطن. أن لا نكون نحن في وطن بل أن يكون الوطن فينا، في كنائسنا ومساجدنا، في بيوتنا ومدارسنا. إلا أنه ما من تحد مهما كان كبيرا يعصى علينا الانتصار عليه ما دامت لدينا الإرادة. أن نختار ونريد وطننا في كل وقت وفي كل ظرف. أن نختار ونريد شركاءنا في الوطن في كل وقت وفي كل ظرف، محترمين خصوصياتهم وحقوقهم، متخذين الوفاق نهجا، هذا هو التلاقي الصحيح الذي يعد بالخلاص".

وفي كلمة له خلال ترأسه قداسا احتفاليا في كاتدرائية القديس يوحنا الذهبي الفم في مطرانية ​الروم الملكيين الكاثوليك​ اشار العبسي الى ان "هذا الصرح الذي نحن قائمون فيه طالما كان موضع لقاء ال​لبنان​يين وخاصة ال​بيروت​يين، وما زال، بفضل أساقفة عظام تعاقبوا عليه وخدموا الكنيسة، ومن بينهم الجالس فيه اليوم سيادة المتروبوليت كيرلس. أحرق هذا الصرح في الأحداث اللبنانية الأخيرة ودمرت كاتدرائيته في ​وسط بيروت​. إلا أنه بفضل أبناء الأبرشية الأسخياء أعيد إلى ما هو عليه وأجمل، وكذلك الكاتدرائية التي تعد لؤلؤة الأبرشية ومعلما لبنانيا، وذلك لإرادة الإبقاء على دورنا في بناء لبنان حيا فاعلا. ولا بد لي هنا من ذكر مأثرتكم الأخيرة الكبيرة، من بين منجزات متعددة متنوعة، المأثرة التي لا تؤكد على هذا الدور الذي لأبرشيتنا البيروتية فقط بل تبرز أيضا وجه بيروت ولبنان الناصع، ألا وهي المأوى الجديد الذي بنيتموه بسعيكم وتعبكم. إن هذا المأوى يكشف عن وجه الكنيسة الاجتماعي، عن التزامها بخدمة المحتاجين والضعفاء والمهمشين. فالشكر الكبير لكم أيها الأبناء البيروتيون المحبوبون. إن أبرشيتكم، بتاريخها وجغرافيتها، بأسقفها وكهنتها ورهبانها وراهباتها، بحضورها وشهادتها، بمؤسساتها وأعمالها، هي اليوم مركز ثقل في كنيستنا الملكية. أحييكم أجمل تحية وهنيئا لكم قربكم من كنيستكم وغيرتكم عليها وفخركم بها وعملكم فيها".

وشكر العبسي "الإخوة المسلمين الذين أحبوا أن يكونوا معنا اليوم. في حياتنا الوطنية والاجتماعية وحتى الإيمانية نقاط نلتقي عليها. فلنبحث عنها ولنكثر منها ولنشجع عليها من أجل تكوين المواطن الصالح وبناء الوطن الواحد الذي اخترناه بإرادتنا الحرة. بعضنا مع بعض نرسم صورة نموذجية لمن يبحث ويسعى إلى التلاقي بالاحترام والمحبة".