مع فتح باب الترشيحات للانتخابات النيابية لعام 2018 اليوم الاثنين في 5 شباط وإقفالها في 7 آذار المقبل، إرتفعت حرارة الاستعدادات لخوض غمار الاستحاق الانتخابي النيابي في دائرة صيدا-جزين المقرر يوم الأحد في 6 أيار المقبل، وارتفعت معه بورصة الترشيحات في ​مدينة صيدا​ بشكل لافت، حيث بدا المشهد البانورامي الاولي، يشير الى تشكيل اربعة لوائح، فيما بدت المعركة الانتخابية في جزين بمثابة "منازلة" سياسية شرسة بين الرئاستين الأولى والثانية، اذا لم نقل معركة "كسر عظم" بين الحلفاء المتخاصمين، "​التيار الوطني الحر​" وحركة "أمل"، وخلفهما الرئيسين ​ميشال عون​ و​نبيه بري​، التي تمر العلاقة بينهما بخلافات في غير ملف سياسي وإداري وليس آخرها "الفيديو المسرب" لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية ​جبران باسيل​، انعكست على الواقع الانتخابي في المناطق التي يحظى فيها الفريقان بنفوذ سياسي وشعبي ومنها الجنوب.

المستقبل-التيار

وقد أضفى ​القانون الانتخابي​ الجديد بجعل صيدا وجزين دائرة انتخابية واحدة، نكهة خاصة لجهة التنافس السياسي وكثرة المرشحين الطامحين دخول الندوة البرلمانية، حيث يتنافسون على خمسة مقاعد (سنيان ومارونيان وكاثوليكي واحد)، فيما تبلغ أعداد الناخبين نحو 120898 (مدينة صيدا: 61676 وقضاء جزين: 59222)، حيث تشير حركة اللقاءات والاتصالات السياسية أن الأمور تتجه نحو تشكيل لائحتين رئيسيتين منافستين، الأولى تضم تحالف تياري "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" ويتوقع أن تضم النائب ​بهية الحريري​ عن أحد المقعدين السنيّين في مدينة صيدا، بعد تراجع حظوظ ترشيح النائب ​فؤاد السنيورة​ وتقدمها لصالح منسق تيار "المستقبل" في صيدا الدكتور ​ناصر حمود​، والنائبين ​أمل أبو زيد​ و​زياد أسود​ للمقعدين المارونيين في قضاء جزين، والدكتور ​سليم الخوري​ و​جاد صوايا​ للمقعد الكاثوليكي بإنتظار حسم اي منهما من التيار.

سعد-عازار

​​​​​​​والثانية، تضم تحالف الأمين العام لـ"​التنظيم الشعبي الناصري​" الدكتور ​أسامة سعد​ عن أحد المقعدين السنيين وإبراهيم ​سمير عازار​ عن أحد المقعدين المارونيين مدعومين من الثنائي الشيعي، مع احقية طرح اسم مرشّح ثالث وفق ما حدده قانون الانتخاب، بأن تتمثل اللوائح في الدائرة بما لا يقل عن 3 مرشحين وليس كما في باقي الدوائر 40% من عدد النواب فيها.

واوضحت مصادر سياسية لـ"النشرة" ان هذا الموضوع حسم على شكله الثنائي بعد اطلاق ماكينة ​حزب الله​ الانتخابية والتأكيد على التحالف مع ​حركة أمل​ في كل الدوائر بدون استثناء، وبعد زيارة قام بها الدكتور سعد، الى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، بحضور مسؤول ملف الأحزاب الحاج محمود قماطي ومعاونه علي ضاهر، حيث تم تبادل وجهات النظر، و"كانت الآراء متفقة ومُجمِعة على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون أي تأخير، وضرورة المشاركة الكثيفة فيها ترشيحًا واقتراعا وعلى "أهمية القانون النسبي الذي يتيح لمختلف الأطراف المنافسة العادلة للتمثل في ​المجلس النيابي​ المقبل"، فيما أكد الشيخ قاسم على "قرار حزب الله بخوض المعركة الانتخابية معًا لإيصال أكبر عدد ممكن من القوى المؤمنة بوحدة لبنان وبخيار المقاومة وتكاملها مع الجيش والشعب إلى المجلس النيابي المقبل"، معتبرة ان كل ما يقال عن تحالف مع تيار "السمتقبل" هو نسج خيال وهو ثابت في تحالفه مع حركة "أمل" و"حزب الله"، مشيرا الى انه رفض الدخول في مثل هذا الحلف اكثر من مرة رغم ان حصته الانتخابية كانت محفوظة في الانتخابات البلدية.

الجماعة-القوات

​​​​​​​الى جانب اللائحتين الرئيسيتين، تبدو "​الجماعة الاسلامية​" الأكثر تأثيرا في صيدا، بينما "​القوات اللبنانية​" في جزين، وكلاهما قرر خوض غمار الاستحاق، فـ"الجماعة" قررت ترشيح نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور ​بسام حمود​، و"القوات اللبنانية" رشحت المهندس عجاج جرجي حداد (عن المقعد الكاثوليكي) وعن المقعدين المارونيين يتداول أسماء نجل الوزير والنائب السابق ​إدمون رزق​، المحامي أمين، قائد الدرك السابق العميد ​صلاح جبران​، وقد يمتد تحالف بين الطرفين سيشكل مفاجأة من العيار الثقيل وفق ما يتردد في المدينة اليوم.

وتؤكد مصادر صيداوية لـ النشرة"، انه وسط تشكيل اللوائح والتحالفات العلنية وغير المعلنة حتى الان، تتجه الانظار الى "الجماعة الاسلامية" تحديدا التي قررت خوض غمار الاستحقاق بمرشحها حمود، فيما يمكن وصفه بـ"رد اعتبار" على رفض تيار "المستقبل" ان يكون مرشحها في بيروت النائب ​عماد الحوت​ ضمن لوائحها، علما ان "الجماعة" خاضت كل المعارك الانتخابية النيابية منها والبلدية في صيدا تحالفا مع تيار "المستقبل" وقد برهنت التزامها وبانها تملك ماكينة انتخابية قوية وفاعلة برئاسة الحاج أحمد الجردلي.

وتشير المصادر، ان الامر قد لا يتوقف عند هذا الحد من "العناد" و"رد الاعتبار"، بل قد يصل الى تحالف مع "القوات اللبنانية" لتشكيل لائحة شبيهة بلائحة "سعد-عازار"، وان "الجماعة" تدرس بجدية هذا الأمر على قاعدة "الخيارات المفتوحة" التي تحقق لها مقعدا نيابيا في ظل القانون الجديد، وهذا سيشكل مفاجأة من "العيار الثقيل" نظرا لطبيعة العلاقات المقطوعة بين "الجماعة" و"القوات" والذي بدأ القانون الانتخابي الجديد بعد جعله دائرة انتخابية واحدة للمرة الاولى، يعيد الحرارة الى مثل هذه العلاقات المقطوعة بين بعض القوى السياسية الصيداوية والجزينية بشكل عام، حتى ليصح القول "ما فرقته السياسة تجمعه الانتخابات"، وان كان من الباكر الحديث عن حسم التحالف الان، وان اللقاء الذي جرى بين الطرفين اي استقبال الجماعة" في مركزها في صيدا لمرشح "القوات اللبنانية" عن قضاء جزين عجاج حداد، يبقى مجرد تبادل وجهات نظر، لا تلزم أي طرف بموقف محدد، خاصة وأن الدكتور حمود حرص الاشارة على التأكيد على عمق العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تربط صيدا بشرقها وصولاً الى جزين واصرار أبناء المنطقة مسلمين ومسيحيين على تكريس "العيش المشترك" في كنف الدولة الواحدة ضمن مفهوم المواطنة ومبدأ الحقوق والواجبات، مع زيارة الى جزين التقى فيها الوزير والنائب السابق ادمون رزق بحضور نجله أمين رزق، ثم النائب زياد أسود.

الشخصيات الوازنة

والى جانب الاحزاب والقوى، وعن الشخصيات الوازنة، قرر رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ ترشيح نفسه وهو يمثل حالة مؤثرة في المدينة دون ان يحدد طبيعة التحالفات بعد، كما قرر رئيس "المنظمة اللبنانية للعدالة" الدكتور ​علي الشيخ عمار​، عبد الغني القطب، الترشح ويتردد اسم نبيل الزعتري في الوقت الذي نفى فيه رجل الأعمال ​محمد زيدان​ رئيس مجلس إدارة السوق الحرة في مطار بيروت الدولي، سعيه للترشح للإنتخابات، مؤكد انه "لم ولن يترشح للإنتخابات النيابية وليست لديه الرغبة بالدخول إلى المعترك السياسي داعيا الجميع لعدم الزج بإسمه في معمعة وبازار الإنتخابات".

أما في جزين، فقد برز الترشح عن المقعد الكاثوليكي الدكتور إميل اسكندر، ووليد ​ابراهيم مزهر​ فيما تجري بعض الفاعليات اتصالات بشأن إمكانية ترشيحها من عدمه، في ظل حتمية تشكيل لائحة، والصوت التفضيلي الذي أشعل المنافسة، ليس بين اللوائح فحسب، بل بين مرشحي اللائحة ذاتها.

معركة حامية

تعتبر دائرة صيدا–جزين، واحدة من أكثر الدوائر الانتخابية التي يتوقع أن تشهد معارك انتخابية "حامية الوطيس" نظراً إلى تداخل القوى المؤثرة فيها، فهي تتمثل بـ5 نواب، ونص القانون على ضرورة تشكيل لوائح بنسبة 40% من عدد النواب، أي نائبين من أصل 5، لكن خصص 3 نواب، ما يُشكّل 60% من نسبة التمثيل النيابي وتتوزع القوى بنسب متفاوتة: "​تيار المستقبل​"، "التيار الوطني الحر"، "التنظيم الشعبي الناصري"، حركة "أمل"، "حزب الله"، "​الجماعة الإسلامية​"، "القوات اللبنانية"، "تيار البزري"، "تيار عازار" المدعوم من حركة "أمل"، ومستقلون وفي طليعتهم مؤيدو الوزير والنائب السابق إدمون رزق، قائد الدرك السابق العميد المتقاعد صلاح جبران، آل سرحال وكنعان والأسمر وحلو وآخرون.

النواب الخمسة في هذه الدائرة حالياً، هم: عن صيدا فؤاد السنيورة وبهية الحريري (العضوان في "​كتلة المستقبل​ النيابية") وعن قضاء جزّين 3 نواب، مارونيان، هما: زياد أسود وأمل أبو زيد (الذي فاز بالانتخابات الفرعية 22 أيّار 2016، بعد شغور المقعد بوفاة النائب ​ميشال الحلو​ 27 حزيران 2014)، وكاثوليكي هو ​عصام صوايا​ (والنواب الثلاثة أعضاء في تكتل "التغيير والإصلاح").

يبلغ عدد الناخبين في الدائرة: (120898)، المسلمون (72054)، سنة (52343)، شيعة (19058) ودروز (616)، المسيحيون (48329)، الموارنة (34766)، الكاثوليك (10105)، والأرثوذكس (1740).

- صيدا: (61676)، سُنّة (50900)، شيعة (6672)، كاثوليك (1578)، موارنة (1323)

وأرثوذكس (303).

- جزين: (59222)، موارنة (33443)، شيعة (12413)، كاثوليك (8527)، سُنّة (1443) ودروز (578).