أشارت أوساط سياسية متابعة، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أن الهيجان السياسي الذي حصل في الأيام الأخيرة لم يكن في سياق ردود الفعل المتبادلة، بل كان مخططا له، ووراؤه اهداف واضحة دفعت به الى اعلى درجات التصعيد، عملا بالمثل المعروف في ​لبنان​ ".اشتدي أزمة تنفرجي".

وأوضحت أن من الأهداف التي ربما يكون قصدها التصعيد الذي حصل: استنزاف القوى السياسية المتمسكة بتفاصيل اتفاق الطائف وترويضها - لاسيما رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ - قبل الانتخابات النيابية المرتقبة، لأن بري سيكون حكما رئيسا للمجلس النيابي القادم، على اعتبار ان "​حزب الله​" لا يريد ان يرشح نائبا لهذا الموقع، ولأن الأجواء في لبنان والمنطقة تساعد بري على العودة الى الرئاسة، كونه الأكثر مرونة ووسطية بين أقرانه من النواب ​الشيعة​ المؤهلين.

واعتبرت أن من الأهداف ايضا: خلق اجواء من التعبئة الانتخابية، يغلب عليها التحدي، لأن بعض القيادات تعتقد ان المكابرة السياسية، والخطاب العالي النبرة، مازال يحظى بالتأييد الشعبي، كون الذاكرة العامة للبنانيين فيها مخزون من الخصام السياسي والطائفي الموروث من مراحل سابقة.

ورأت أن ردة فعل مؤيدي بري، كان مبالغ فيها، وهي في بعض جوانبها تعبير عن اعتراض سياسي على النهج المتبع منذ انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسا، وليست دفاعا عن كرامة بري الشخصية فقط.