لفتت مصادر وزارية مواكبة التحضيرات الجارية لعقد اللقاء الثلاثي بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ غدا في ​قصر بعبدا​ لصحيفة "الحياة" أن "تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي ​أفيغدور ليبرمان​ ​لبنان​ سيكون حاضراً بامتياز في المحادثات غداً من دون أن تستبعد الانتقال لاحقاً إلى البحث في القضايا الخلافية، في محاولة لمعالجة الندوب التي أصابت علاقة رئيس الجمهورية برئيس البرلمان".

ولفتت إلى أن "أهمية انعقاد اللقاء الثلاثي تكمن في أنه يأتي في أعقاب الاجتماع الثلاثي الذي يعقد اليوم في مقر القوات الدولية "​اليونيفيل​" في ​الناقورة​ وبرعايتها وفي حضور وفد عسكري لبناني وآخر ​إسرائيل​ي"، موضحةً أن "اجتماع الناقورة الذي ترعاه القوات الدولية يأتي بناء لإلحاح ​الحكومة اللبنانية​ للنظر في إمعان إسرائيل في بناء جدار من الأسمنت على طول الشريط الحدودي بين البلدين، ما يشكل خرقاً لعدد من النقاط الحدودية التي لا يزال يتحفظ لبنان عليها ويتعامل معها على أنها تقع ضمن أراضيه الحدودية".

وأكدت أن "لبنان يتحفظ على ثلاث عشرة نقطة حدودية تحاول إسرائيل ضمها إلى أراضيها مقابل الحدود اللبنانية، من بينها نقطتان تقعان في الناقورة و​عديسة​ باشرت إسرائيل إقامة الجدار الإسمنتي عليهما"، موضحةً أن "لبنان يترقب ما سيصدر عن اجتماع الناقورة اليوم، لأنه سيتصدر لقاء الرؤساء الثلاثة غداً".

وأشارت المصادر إلى أن "إصرار إسرائيل على ضم هذه النقاط التي يتحفظ عليها لبنان بعلم ​الأمم المتحدة​ سيقابل بموقف حاسم لا عودة عنه من المجتمعين في بعبدا" ورأت أن "اجتماع بعبدا سينتهي إلى رسم الإطار العام للتحرك اللبناني ضد إسرائيل في خصوص التعديات على نقاط حدودية، إضافة إلى تحديد موقف لبنان من تهديد ليبرمان بضم البلوك 9 النفطي وحرمان لبنان من التنقيب عن النفط والغاز فيه".

ولفتت المصادر إلى أن "لقاء الرؤساء سيرسم خريطة الطريق لاجتماع ​المجلس الأعلى للدفاع​ الوطني الذي يرأسه رئيس الجمهورية بعد غد الأربعاء في حضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين و​قادة الأجهزة الأمنية​"، مشيرةً إلى أن "اجتماع ​مجلس الدفاع الأعلى​ الذي يفترض أن يلتزم بالإطار العام الذي سيرسمه لقاء الرؤساء الثلاثة، يمكن أن يمهد لمبادرة الحكومة إلى تقديم شكوى عاجلة إلى ​مجلس الأمن الدولي​ تطلب فيها تدخله لمنع إسرائيل من تماديها في ضم جزء من النقاط الحدودية التي يتحفظ لبنان عليها، إضافة إلى إشعاره بما يترتب من خطورة نتيجة تهديد ليبرمان لبنان بضم البلوك 9".

ورأت المصادر أن "هناك ضرورة للتحرك اللبناني لقطع الطريق على بدء ​تل أبيب​ إجراءات الاعتداء على ثروة لبنان النفطية"، مشيرةً إلى أنه "لن يكون هناك خلاف بين الرؤساء الثلاثة حول كيفية تنظيم تحرك دولي وإقليمي لمنع إسرائيل من الإمعان في اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، لكن هذا لن يمنع من فتح الباب للدخول في نقاش هادئ حول الأمور الخلافية، وأبرزها التباين بين عون وبري حول مرسوم منح أقدمية سنة ل​ضباط دورة 1994​، إضافة إلى الخلاف المستجد بين الأخير وباسيل الذي كان وراء افتعاله وأدى إلى ردود فعل لا تخدم الحفاظ على الاستقرار في البلد".