لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أنه "بما أن إسرائيل هي آخر نظام عنصري في العصر الحديث، فلا غرابة في أن تمارس عنصريتها ضد ال​فلسطين​يين بمختلف مكوناتهم وأديانهم، انطلاقاً من إيديولوجية دينية محمولة على أساطير وخرافات خارج كل القيم الإنسانية والأخلاقية، تعتبر كل ما هو غير يهودي غير مقدس، في حين أن القداسة هي من حق شعب الله المختار فقط، لذلك نرى هذه الانتهاكات الفظّة لمقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وتعمد تدنيسها في أي وقت متاح من جانب رعاع المستوطنين والمسؤولين على حد سواء".

واعتبرت أن "الانتهاك المتواصل لحرمة ​المسجد الأقصى​ في مدينة ​القدس​، والسعي لمنع رفع الأذان في مساجد المدينة، والعمل على تهويدها، واستهداف الكنائس بشكل متواصل من خلال إحراق بعضها أو كتابة عبارات مسيئة للدين المسيحي و​السيد المسيح​ على جدرانها، هي نموذج للعنصرية والكراهية والحقد على الأديان السماوية الأخرى"، لافتةً إلى أن "آخر فصول الممارسات العنصرية ضد الأديان الأخرى، تتمثل بقرار فرض الضرائب على الممتلكات العائدة للكنائس وعددها 887 عقاراً والبالغة نحو 190 مليون دولار. ووفقاً لصحيفة "إسرائيل هيوم" فإن الفاتورة الضريبية الأكبر هي من نصيب ​الكنيسة الكاثوليكية​ وتبلغ 3.5 مليون دولار، تليها كنائس الإنجيليين والأرمن والروم الأرثوذوكس".

وأشارت إلى أن "القرار الإسرائيلي ضد الكنائس الذي شمل أيضاً ممتلكات ​الفاتيكان​ و​الأمم المتحدة​ يعكس توجهات عنصرية خبيثة ومكشوفة، بهدف الضغط على الكنائس وابتزازها للتخلي عن عقارات وأوقاف، خصوصاً بعدما تم تفعيل القرار بالحجز على الحسابات البنكية للكنائس والأديرة المسيحية بمئات ملايين الدولارات"، لافتةً إلى أن "إسرائيل تتصرف على أن القدس مدينة يهودية ولها الحق في تطبيق قوانينها عليها، وليست مدينة محتلة، وذلك تنفيذاً لقرار ​الحكومة الإسرائيلية​ والإدارة الأميركية باعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل، بما ينتهك كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

ورأت الصحيفة أن "القرار الإسرائيلي هدفه التضييق على الكنائس بفرض ضرائب باهظة عليها، في إطار حرب مفتوحة على القدس لتهجير أهلها من المسلمين والمسيحيين، وحملهم على مغادرتها لاستكمال مخطط تهويدها بالكامل، الأمر الذي دعا ​منظمة التحرير الفلسطينية​ لدعوة الكنائس عدم التعاطي مع القرار لأن كافة إجراءات حكومة الاحتلال في مدينة القدس باطلة"، مطالبةً المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والحفاظ على الوضع القائم بالقدس".

وأضافت "ما تفعله إسرائيل هي حرب دينية مفتوحة ضد المسلمين والمسيحيين، ولعلنا نذكر جريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969، والاعتداء على دير اللطرون في القدس عام 2012، وكتابة شعارات مسيئة للدين المسيحي على جدران الكنائس كما حصل في الكنيسة المعمدانية في شباط الماضي؛ حيث كتب المستوطنون عل جدرانها الموت للمسيحية.. سنصلبكم"، معتبرةً أن "كل ذلك ليس صدفة، هو جزء من مخطط يتم تنفيذه بعناية وعلى مراحل تمهيداً لإقامة قدس يهودية صافية، بلا عرب، وبلا مسلمين ومسيحيين، تنفيذاً لشعار ترفعه منظمة "جباية - دمغة ثمن" يقول إن أي مكان ديني غير يهودي يشكل تعدياً على ​اليهود​ يجب حرقه وتدميره، وبذلك فقط تكون القدس عاصمة أبدية للدولة اليهودية".