إعتبر ​السيد علي فضل الله​ أن "بعض الخطاب الديني حمل تشويهات غير مسبوقة، ويستدعي توجيه النقد العميق إليه، حمايةً للدين ولإنسانيته وأخلاقياته، بعد أن جرى العبث بجوهره، وتم إخراجه عن أهدافه، إلى الدرجة التي أُظهر فيها الدين كأنه مشكلة للحياة..

وأضاف سماحته: "من المؤلم أنَّ الخطاب الديني السائد عموماً، طمس الجوهر الروحي للدين وقيمه الأخلاقية التي هي في الأصل قيم إنسانية عامة: الكرامة، الإنصاف، العدالة، الحرية، المحبة، السلام، والحوار، وغير ذلك من القيم المرتكزة فطرياً في النفس البشرية، كثمرة للنّفحة الروحيّة الّتي وهبها الله للإنسان".

وفي ندوةٍ لشبكة الأمان والسلم الأهلي حول تحرير الخطاب الديني وأولوياته أشار فضل الله إلى أنَّ "هذا الخطاب الذي حبس الدين في زنازين مغلقة مسيَّجة بكل ألوان الكراهية والظلم والتعصب والعنف والإقصاء، بحاجة إلى تحريره من هذه الأثقال المعيقة لتطور المجتمع، والمسيئة إلى الدين، والمشوهة له، والمدمرة للحياة الإنسانية". ورأى أن من أهمِّ التحديات التي تواجهنا على هذا الصَّعيد، تحرير الدين من الطائفيَّة أو المذهبيَّة، ومن هذا الاستخدام المتبادل لكل من الدين والطائفة للآخر، حسبما تقتضي الظروف في سياق الصراع مع الآخر المقابل، في استثمار إلى أبعد الحدود لهذا التداخل بين الاثنين.