أشار مصدر في ​التيار الوطني الحر​ في حديث إلى "الأخبار" إلى انّ الاختبار الكبير أمام تفاهم مار مخايل يبرز حالياً بعد الاصطدام بيننا وبين ​حركة أمل​، التي نعتبرها تُعيق تطور العهد الرئاسي. و​الرئيس ميشال عون​ لن يقبل أن يتحول حليف حليفه إلى عنصر إفشال للعهد والمؤسسات". ولفت إلى انه "حين وصل الأمر إلى ممارسة السلطة، بدأ ​حزب الله​ يتحول إلى طرف، ينحاز في أغلب الأحيان إلى برّي، أو يبقى على الحياد. هذا الأمر يُعرّض التفاهم للاختبار".

من جهتها، سردت مصادر داخل فريق 8 آذار المحطات التي مرّ بها تفاهم مار مخايل، وبقي صامداً رغم أنّ "الجميع عَمِل على ضربه. أراد خصومه فرض حصارٍ اقتصادي على حزب الله، وتصنيفه ارهابياً، وفكّ ارتباطه بالمكون الوطني الأقوى في بيئته. حتى ​القوات اللبنانية​ حين احتفلت بـ"إعلان النوايا" مع التيار، اعتبرت أنّها بذلك تُبعده عن حزب الله. ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أقنع حلفاءه بأنّه يستطيع سَحب عون إلى جبهته".

وأضافت "لكن، بعد 12 سنة، طرأ عامِلَان. الأول، وجود فرق بالأداء السياسي والاستراتيجي بين الرئيس عون ووزير الخارجية ​جبران باسيل​. الثاني، عدم اقتناع باسيل بعد بأنّ حزب الله ليس وصياً على حركة أمل. مع العلم أنّ حزب الله أبلغ التيار قبل تفاهم مار مخايل، أنّ من غير الممكن أن يعلو أي تفاهم على تحالف حزب الله ــ حركة أمل".

وسألت المصادر: "كيف تَمَكّن التيار من مُصالحة ​سوريا​ التي كان يصفها بالاحتلال، والتفاهم مع القوات رغم الحروب بينهما، والالتقاء مع ​تيار المستقبل​ بعد أن فرّق بينهما الإبراء المستحيل، ويعجز عن التفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي؟".