لا تفشيط: الحركات التأسيسية المارونية

وبعيدا عن أي تفشيط وغرور وعنجهية وادعاء وكبرياء ونرجسية كانت لهم عظائم الحرمات التأسيسية في لاهوت التجسد وتأسيسي البطريركية بوم هرب من امام الاسلام جميع البطاركة للاحتماء بالقسطنطينية والتجأ المورانة إلى جبالهم يحتمون بها ويقيمون لهم بطريركية في دور ما يروحنا مارون كفرحي ويستمر صوت الحرية والكرامة منهم إلى بوم نداء البطريرك نصرالله صفير برحيل الجيوش الأجنبية عن لبنان وكذلك نداء البطريك بشارة الراعي.

وادي قاديشا ملجأ الحرية

وكانت المطبعة في دير قزحيا هي الملجأ وأرض الحرية، أتوابها من "مانيس" وهيدلبيرج في ألمانيا ولم يثبنون في مدن الساحل كجونيه وحجبيل والبترون بل صعدوا بها إلى الجبال والوادي المقدس بالرغم من الثلج في دير ما أنطونبوس قزحيا حمايتهات وأبعادها عن طريق الجيوش والغزاة. ومن هناك طبعوا وساهموا في النهضة الثقافية والفكرية والحفاظ على اللغة العربية والسريانية.وقد طبعوا كتبهم بالكرشونية لتصعب على الغزاة قراءتها.أسسوا على الثقافة والتربية والتعليم.وقد قال البابا يوحنا بولس اثاني: أنا آت من بلد زال عن الخارطة ولم تعده إلى الوجود إلا ثقافة أبنائه.

أضربوا من لا يعلم إبنته المجتمع اللبناني

أما المجمع اللبناني فكان له الأثر التأسيسي الكبير في حركة تثقيف المرأة والتجديد اللاهوتي والطقسي والثيولوجي والليتورجي والتنظيمي وتجدر الاشارة أن هذا المجمع المنعقد في دير سيدة اللويزة في كسروان سنة 1736 أي قبل الثورة الفرنسية 1789 بخمسين سنة، قرر الزامية ومجانية تعليم للبنات وقال: كل اب لا يريد أن يعلم ابنته فليأت به إلى ساحة الكنيسة ويضرب.ترقي المرأة المارونية جعل المجتمع المارونية يترقى.

الترجمة الإيزائية polyglotte

في فرنسا في الكولدج دو فرانس للحافلاتي الدور الكبير في البوليغلوت أي الترجمة الإيزائية للكتاب المقدس والسمعاني له الدور الكبير في مكتبة الفاتيكان ومكتبة لسلمنكا والصهويني وابن القلاعي وجرمانوس فرحات وإلى زمن المدارس من صوف إلى المعهد الروماني إلى مدارس تحت السنديانة إلى ترجمة الآلياذة للبستاني إلى النهضة العربية. إلى زمن الارساليات والمدارس والجامعات والمستشفيات إلى ثورة الجامعات المارونية إلى ظهور أعظم القديسين والقديسات مع شربل ورفقا ونعمة الله والأخ اسطفان وبونا يعقوب.

دودة القز والثورة والحرير

ولا تزال ثورة الموارنة ضد الفقر والحرمان والحكم العثماني لأكثر من 400 سنة والبقاء وحدهم في الجبل في وحدة جعلتهم يزرعون الجبل جلال التوت، وعل طبق في يربون دودة القز وينتجون أهم وأجل وأرقى ثياب الحرير يكسون بها أجساد نساء عواصم أوروبا عائشين بكرامتهم وحريتهم وعنفوانهم والتصاقهم بأرضهم وجبالهم: هذه ربما كانت أهم ثوراتهم الزراعية والانسانية والثقافية كما هي اليوم ثورة التقنيات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

مذهب فكري انطاكي ديني مدني في ذات الوقت.

حبة خردل هم الموارنة

هكذطا هم بيت مارون حبة خردل بسيطة وصغيرة زرعة في أرض العالم بأسره فنمت وكبرت وأثبت طيور أسماء وشعوب العالم تستظل في ظلها.

فلا تخف أيها القطيع الصغير لا تخف لك مارون وشربل ورفقا ونعمة الله والأخ أسطفان وبونا يعقوب ودماء الشهداء وجماعات الابرار والصديقين والاوادم وأنقياء القلوب وفاعلي السلام يحرسونك ويحمونك ويصلون لك ليجعلك الله أداة لسلامه ومحبته وحضوره في لبنان والعالم.

كمال صليبي، شارل مالك، الاباتي بولص نعمان

ويبقون كالوردة بين الاشواك كما قال عنهم البابا لاون العاشر وليبقى لبنان عمل ايديهم وفردوسا لهم كما ذكر امستشرق النمساوي ميسلين. وليبقوا كما قال الدكتور كمال الصليبي "من المحافظة على حق الانسان بالحرية والعيش الكريم ومن المساهمة في خلق وطن يضمن هذا الحق لابنائه".

وليدركوا كما قال الدكتور شارل مالك "ان مصير لبنان يقع بالدرجة الاولى على عاتق الموارنة".

ويحملوا الرسالة التي تكلم عنها الاباتي بولس نعمان "ان المارونية من حيث النشاط مذهب فكري انطاكي ديني مديني بذات الوقت".

خاتمة

اليوم يدعونا مارون جميعا لنحب بعضنا بعضا وأن نسامح بعضنا بعضا ونتراحم ونسمع نداء المحبة في الانجيل والقرآن ولا نحرق الوطن في غضبنا وكبريائنا لنعش مع الجميع بحب واحترام ومسامحة ولنتواضع ونبتعد عن الغرور والغطرسة. لنكن نحن السباقين الى فعل المغفرة والمسامحة. كما فعل يسوع على الصليب ونلبي نداء رئيس الجمهورية للتصالح و التسامح والتراحم والمغفرة. هذه هي ثقافة الحياة والحب التي على أساسها بني لبنان وكتن رسالة المورانة في التعايش والاخوة. فنحن لا نجد بلدة يساكن فيها سني وشيعي أو درزي وسني وشيعي معا بل هناك موارنة ومسيحيون يعيشون معا الى جانب الدروز والسنة والشيعة. حتى أن حدود لبنان رسمه توجد وعيش الموارنة مع بقية الطوائف لذلك قيل مجد لبنان أعطي لهم. ويطيب لي أن أختم كلامي هذا بإيماني بأن الله يحمي لبنان استنادا الى نص عظيم ورد في الكتاب المقدس في سفر تثنية الاشتراع فصل 3/25 قال الله لموسى بعد أن وصل الى قبالة جبال حرمون "دعني أعبر فأرى الأرض الطيبة التي في عبر الاردن غربا وذلك الجبل الجميل، ولبنان ولكن الرب كان غاضبا علي بسببكم ولم يسمع لي بل قال لي: لا تزد في الكلام معي بهذا الامر أرفع عينيك غربا وشمالا وجنوبا وشرقا لكنك لا تعبر هذا الاردن.." "أغمض عينيك هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا أنت ولا الذي سيأتي من بعد" 34/25.