ما الذي يشغل بال المرشحين الى ​الإنتخابات النيابية​ في دائرة ​كسروان​-الفتوح وجبيل هذه الأيام؟. ماذا طرأ على المشهد الإنتخابي فيها؟ وكيف سيتعاطى الناخبون مع هذا الأمر الطارئ الذي سبق أن حاول البعض إستعماله في الدورات السابقة؟.

إنه المال الإنتخابي الذي بدأت تظهر ملامحه في كسروان أكثر من جبيل، والذي تحوّل بأقل من شهر واحد لحديث الصالونات والمجالس العامة. مال يبدو أنه لن يستثني بلدةً أو قريةً من قرى كسروان والفتوح، أكان في الساحل والوسط أم في منطقة الجرد التي لا يمكن لأي لائحة أن تفوز من دون أصواتها. إنه المال الإنتخابي الذي بدأ أحد المرشحين من فئة رجال الأعمال "برشّه يميناً ويساراً" على ما يقول مفتاح إنتخابي بارز في القضاء. القصة بدأت منذ شهر تقريباً وفي تفاصيلها، عمد المرشح المذكور وهو غير حزبي، الى إستئجار عدد كبير من الشقق والمحال في القرى والبلدات بحجة أنه ينوي فتحها كمكاتب انتخابية لحملته، غير أنه وحتى هذه اللحظة لم يفتتح ولو مكتباً واحداً كما أشاع. وفي المعلومات يكشف المتابعون لكواليس المعركة الإنتخابية في الدائرة المعروفة بـ"عرين الموارنة"، أن إستئجار الشقق والمحال من قبل المرشح المذكور الذي لم يحسم بعد مع أي لائحة من اللوائح سيترشح، ليس سوى ​سياسة​ مقنعة لشراء الأصوات في قرى وبلدات لا يملك فيها مناصرين ومؤيدين، وهو لا ينوي فتح هذه المكاتب بل إحراج أصحابها وعائلاتهم إنتخابياً خصوصاً أنهم سمعوا خلال مفاوضات الإيجار معهم مقولة "هذا المكتب سيكون بإشرافكم وانتم من سيتولى إدارته وسنؤمّن لكم كل ما يحتاجه من أموال ومصاريف لوجيستية بالتنسيق مع المكتب المركزي للحملة".

بالإضافة الى عملية إستئجار الشقق والمكاتب، رصدت في كسروان حركة تبرعات أكثر من ناشطة للمرشح الرأسمالي والمستفيد الأول منها هي الأندية الرياضيّة لا سيما تلك التي لديها فرق في لعبة كرة السلة، وبين ما دفعه حتى الآن على الإيجارات وما تم التبرع به من مبالغ للأندية الرياضية، يقدّر المتابعون ما صرفه هذا المرشح حتى تاريخه بحوالي مليون دولار، ويرجّحون أن يصل المبلغ الذي سيصرفه إذا إستمر على هذه الوتيرة الى عتبة الخمسة ملايين دولار، كل ذلك قبل فتح صناديق الإقتراع في السادس من أيار المقبل.

إذاً معركة شراء الأصوات التفضيلية ولو بشكل مقنّع، فتحت على مصراعيها في كسروان على يد مرشح "مقتدر" مادياً، لكن المؤسف أن الأثرياء بين المرشحين في الدائرة كُثُر، وقد يلجأ هؤلاء الى سلاح المال الإنتخابي قريباً للبقاء على حلبة المنافسة، لكن الرهان كل الرهان يبقى على أن الكسروانيين يقترعون في السياسة بغض النظر عن كل المغريات والإعتبارات الأخرى. هذا ما أثبتته الدورات الإنتخابية السابقة، وهذا ما تتمنى الأحزاب تكراره في دورة العام 2018.