لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "​العلمانية​ مفهوم عريض جدّاً، لا أحد يعرف من أين تبدأ وطبعاً لا يجب أن يكون هناك علاقة بين الدين والدولة"، مؤكّداً أنّه "يجب أن يكون هناك مجموعة قيم وفكر سياسي أبعد ممّا ينظر إليه بعض العلمانيين"، مشيراً إلى أنّ "التاريخ في بعض الأحيان كان قاسياً والّذين يقلّلون من أهمية ​الربيع العربي​ مخطئون لأنّ الوضع تغيّر نوعاً ما".

وأوضح جعجع في كلمة له في مؤتمر "مستقبل ​الشرق الأوسط​ وتداعياته على الأمن وال​سياسة​ الخارجية في ​أوروبا​"، أنّ "على سبيل المثال التدخل الأوروبي في ​ليبيا​ كان حاسماً وفي محلّه وقاموا بما يلزم بالرغم من تعدّدية الشعب الليبي واتجاهاته خصوصاً الإتجاه القبلي"، منوّهاً إلى أنّ "للأسف أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية نجحت في البيئة وفي بعض المقاييس لكنّها فقدت القائد التاريخي"، مشدّداً على أنّه "يجب أن نبني سياستنا وفقاً لإتجاه التاريخ وليس عكسه، ويجب أن ننظر إلى مجتمعاتنا ككائنات حية، وأي شيء عكس وجهة التاريخ سيسقط. علينا أن نميّز بين الإستقرار الشكلي والإستقرار الفعلي وما نحن بحاجة إليه في الشرق الأوسط هو الفعلي".

وبيّن أنّ "منذ 50 عاماً ونظرة الأوروبيين للشرق خاطئة للأسف، لأنّ الإستقرار مع أمثال الرئيس السوري ​بشار الأسد​ ليس إستقرارا"، مؤكّداً أنّ "دعم بشار الأسد من قبل ​روسيا​ و​إيران​ أخلاقية خاطئة"، متسائلاً "من قال أنّ العالم لا يستطيع قتال بشار الأسد و"داعش" و"​جبهة النصرة​" معاً؟"، مشدّداً على أنّ "أسوأ ظاهرة شهدتها البشرية هي "داعش" وإذا أردنا مستقبلًا واعداً لأوروبا علينا أن نعمل على استقرار فعلي في الشرق الأوسط".

وركّز على أنّ "مستقبل البشرية ينطلق من استقرار فعلي في الشرق الأوسط وخصوصاً البدء من الجرح الأكثر نزيفاً وهو سوريا"، لافتاً إلى "أنّهم يتكلّمون عن إنتخابات في سوريا، فهل يمكن إجراء إنتخابات حرّة ونزيهة وآمنة في سوريا؟".