تقول كل التقارير السياسية والدبلوماسية والعسكرية ان الوضع على الحدود الجنوبية بين ​لبنان​ و​اسرائيل​ متوتر جدا بسبب نوايا الثانية المبيّتة تجاه الاراضي اللبنانية، وكان هذا الامر مدار بحث في الاجتماع الذي عقده ​مجلس الدفاع الأعلى​ الاربعاء الماضي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وحضور رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وتقرر خلاله التصدي لأيّ عمل عدواني اسرائيلي على الأرض والمياه اللبنانية، واتخذ إجراءات بقيت سريّة للتعامل مع هذه الحالة .

وكان تأكيد كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على أن لبنان لن يقبل بأن تأخذ اسرائيل شبرًا واحدا من ارض،ه ولا أن تمسّ نقطة ماء من مياهه وأعطيت التعليمات الى القوى العسكرية لمنع اي عدوان على لبنان .

ولاحظت مصادر سياسية ان القرار اللبناني للتصدّي للنوايا ال​إسرائيل​ية مزيج من الاعتماد على الدبلوماسية واستعمال كل الوسائل لمنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها.

ورأت هذه المصادر ان احتمال ان تواصل اسرائيل بناء الجدار على بعض النقاط ضمن الاراضي اللبنانية، ضاربة عرض الحائط كل الجهود الدبلوماسية لمنعها من مخالفة مندرجات القرار ١٧٠١ قائم، حيث لن تترك للبنان سوى خيار الدفاع عن ارضه ومياهه بالقوة العسكرية .

ولفتت المصادر الى وجود غطاء سياسي واضح ولا لُبْس فيه، للقوى العسكرية لمنع اسرائيل من تنفيذ اعتداءاتها على لبنان، خاصة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وكان لافتا ايضا ومنذ ظهور نوايا اسرائيل في مياهنا اعلان الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ ان حزب الله سيقف الى جانب الدولة في اي قرار تراه مناسبا للدفاع عن الارض اللبنانية ومياهها.

وتعتقد المصادر ان شعار الجيش والشعب والمقاومة تجسّد عمليا في مواقف الجميع اليوم للدفاع عن لبنان.

وتعتقد المصادر ان اسرائيل هي اليوم وللمرة الاولى امام خيارات لم تكن موجودة من قبل، وهي، اما الإذعان للتحذيرات اللبنانية والرسميّة والتراجع عن كل ما يخطط له لسلب لبنان نفطه وأرضه، واما مواجهة لبنان الرسمي والعسكري والشعبي، مع علمها بأن لبنان اليوم لم يعد قويا بضعفه، بل بقدرات جيشه وشعبه.

واشارت المصادر الى ان الجهود الدبلوماسية وخاصة الاميركية التي تقوم باتصالاتها لحل هذه المشكلة، يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع اللبناني الجديد والقوي والقادر على منع ​تل أبيب​ وردعها من تنفيذ مأربها .

واستنتجت المصادر انه مهما كان الحل لمنع اسرائيل من احتلال شبر واحد، من ارضنا او مصادرة مياهنا، سواء سلميا او بالقوة، فإن على جميع القوى السياسية اللبنانية ان تقر بأن لبنان القوي بعزم قيادته السياسيّة وعلى رأسها العماد ميشال عون، لن يسمح لإسرائيل بالتمادي في التعدي عليه، وان تكف عن معزوفة بأن يكون قرار الحرب والسلم عند الحكومة، لان ما يحصل اليوم هو قرار الدولة بالتصدّي للحفاظ على سلامة الاراضي والمياه اللبنانية .