أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "ليس هناك من خيار أمام ​الجيش الليبي​، سوى التصدي لنشاط ​الجماعات الإرهابية​، والتخلص بشكل نهائي من حضورها في المشهد الدامي المملوء بالتحديات، وهذا يعني التحرك لقطع رأس الأفعى، التي تتسبب في مزيد من نزف الدم مع مرور كل يوم، منذ سقوط نظام الزعيم ​معمر القذافي​ عام 2011، عندما اجتاحت البلاد موجة ​احتجاجات​ أسفرت عن التخلص من حاكمها الأول، ودخولها مرحلة من الفوضى لم تنته حتى اليوم".

ولفتت إلى أن "التحركات الأخيرة التي بدأ بها الجيش الليبي للقضاء على خطر الجماعات الإرهابية، من خلال إطلاق عملية عسكرية واسعة في درنة، شرقي البلاد، على مقربة من الحدود مع مصر، دليل على استشعار الجيش لخطورة الوضع القائم في مختلف مناطق البلاد، خاصة تلك التي تشكّل معاقل رئيسية لنشاط الجماعات الإرهابية، إذ إن نشاطات هذه الجماعات وحضورها في المنطقة اتسع خلال الفترة الأخيرة، وهو ما صار يهدد بنسف كل النجاحات التي تحققت على يد الجيش ضد تنظيمي "داعش" و"​القاعدة​"، اللذين نشطا بشكل لافت خلال السنوات التي أعقبت سقوط نظام القذافي".

وأشارت إلى أن "الاستعدادات لمعركة تطهير درنة من المجموعات الإرهابية، قائمة على قدم وساق، وهناك تنسيق جارٍ بين الجيشين الليبي والمصري، بعدما استنفرت مصر قواتها وإمكانياتها على حدودها، لمواجهة التحديات القادمة من ​ليبيا​، بهدف منع أي عملية تسلل إلى الداخل المصري ويؤكد قادة عسكريون ليبيون أن «المعركة باتت وشيكة، لكن كل شيء له وقته المحدد وفق الخطط العسكرية، كما توعدوا المجموعات الإرهابية بالقصاص العادل على جرائمها المتكررة، كانت آخرها الأسبوع الماضي، عندما قتل ما يزيد على عشرة جنود في هجوم على بوابة الفقهاء جنوبي منطقة الجفرة".

وأفادت أن "التنسيق المكثف الذي تم بين الجيشين الليبي والمصري، يعكس الوعي بمخاطر تمكن الجماعات الإرهابية من التأثير على الأوضاع في مصر وليبيا معاً، خاصة في ظل استعدادات مصر لإجراء ​الانتخابات الرئاسية​ في آذار المقبل، إضافة إلى إعادة خلط الأوراق في ليبيا ذاتها، في ظل الانقسام القائم بين المكونات السياسية، وعدم قدرتها على حل الخلافات في ما بينها ويدرك المعنيون في كل من مصر وليبيا، أنه بدون التخلص النهائي من أمر الجماعات الإرهابية و​القضاء​ على خطرها، لن تتمكن حكومة الوفاق برئاسة ​فايز السراج​، ولا ​الجيش الوطني​، الذي يقوده ​خليفة حفتر​، من بسط سيطرتهما ونفوذهما على كامل التراب الليبي، خاصة بعد ورود معلومات عن مجموعات إرهابية اشتبكت مع الجيش في منطقة الهلال النفطي، وقبلها كانت قد وردت معلومات عن وجود العديد من القيادات الإرهابية الفارّة من مصر مختبئة في درنة.

معركة درنة إذاً قد تحدد الوصفة التي يمكن للجيش الليبي اتباعها، لتقليم أظفار الجماعات الإرهابية على طريق التخلص النهائي منها، حتى يتمكن الليبيون من استعادة حريتهم التي فقدوها منذ ما يزيد على سبع سنوات، مرّوا خلالها بكثير من المحطات الدامية، وبدون حسم المواجهة مع هذه الجماعات ستدفع البلاد المزيد من الثمن، عبر إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار".